انتهت مساعي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتقديم المملكة بهيئة الدولة المنفتحة اجتماعياً واقتصادياً بتحويلها إلى مملكة للخوف والقمع، بحسب وكالة "بلومبرغ".
تقرير رامي الخليل
تمكّن محمد بن سلمان وبذريعة نقل المملكة إلى مرحلة متقدمة في مسيرة الانفتاح على العالم من تكميم كامل الأفواه المعارضة لسياساته.
أول من طالتهم يد القمع كانوا الدعاة والمثقفين ممن عُرف عنهم انتقادهم لبعض تلك السياسات. حاول الشاب الصاعد التعمية على إجراءات القمع تلك بدعوى اصلاح هيكلية السعودية، اجتماعياً واقتصادياً.
وأشارت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية، في تقرير، إلى سياسة الترهيب التي مكنت ابن سلمان من فرض سيطرته على المملكة بشكل كامل. سياسةٌ حيَّدت أصوات رجال الدين المتشددين وطوَّعتهم لدرجة باتوا يصفقون لاجراءات ابن سلمان، وهم الذين كانوا من أشد معارضيها.
وفي مسعى منهم إلى تجرّع كأس الاعتقالات المرة، والتي طالت أكثر من 20 شخصاً بذريعة "إثارتهم للرأي العام" على وسائل التواصل الاجتماعي، فإنهم باتوا يقدمون فروض الطاعة مع أي إجراء يقوم به الأمير الشاب.
ونقل التقرير عن المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في جامعة "نانيانغ" التكنولوجية في سنغافورة، جيمس دورسي، قوله، إن السعودية أصبحت "أكثر قمعاً مما كانت عليه في الماضي، خاصة وأن الملك سلمان وابنه محمد لا يظهران أي تسامح مع أي انتقاد على الإطلاق".
القمع الذي يمارسه النظام "السلماني"، وفقاً ما عبرت "بلومبرغ" للإشارة إلى تسلط الملك سلمان وأبناءه على مفاصل الحكم، حوَّل السعودية إلى مملكة يسيطر عليها الخوف، بينما يسوّق ابن سلمان رؤيته على أنّها "مجتمع نابض بالحياة"، مع زيادة عدد النساء في مركز العمل، وتوسيع خيارات الترفيه في المملكة فضلاً عن السماح للمرأة بقيادة السيارة.
تنقل "بلومبرغ" عن الصحافي والمستشار الحكومي السابق جمال خاشقجي، والذي يعيش حالياً في منفى اختياري في الولايات المتحدة، قوله، إن "السعودية لم تكن يوماً مجتمعاً منفتحاً"، مشيراً إلى أنّ حملة الاعتقالات التي رافقت مزاعم محمد بن سلمان الاصلاحية، وتأكيده بأن المملكة أصبحت "لا تُطاق".