بعد أيامٍ من زيارة الملك السعودي سلمان إلى روسيا، تعرض الأخيرة وساطتها لحل الخلافات بين السعودية وإيران.
تقرير عباس الزين
ضمن دورها الفاعل في حل أزمات المنطقة، طرحت موسكو وساطتها لحل الخلافات السعودية – الإيرانية، وفق ما أعلنه نائب وزير خارجيتها، ميخائيل بوغدانوف، الذي لفت الانتباه الى أن موسكو تقترح أن تضطلع بدور الوسيط في إجراء مفاوضات بين السعودية وإيران، مؤكدًا استعداد الجانب الروسي لاستضافة مثل هذه المفاوضات. وأشار بوغدانوف إلى أنه سيكون من الأسهل حل الكثير من المشاكل إذا توفر المستوى اللازم من التفاهم والثقة بين طهران والرياض.
تتوزع الملفات الخلافية بين طهران والرياض إقليمياً، يتصدرها العدوان السعودي على اليمن، في حين لا تزال مفاعيل جولة المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ، سارية المفعول والتي بدأها من مسقط، وختمها في طهران، في محاولةٍ لإيجاد أرضية للحل السياسي بين الأطراف اليمنية.
وفي سوريا، فإنه بعد فشل المَشروع الأميركي الذي كانت السعودية لاعبًا رئيسًا فيه، أدركت الأخيرة أن الرئيس السوري بشار الأسد الذي يحظى بدعمٍ من روسيا وإيران باقٍ في السلطة، وهو الأمر الذي أبلغت حُلفاءها في "المُعارضة السورية" به، تلك التطورات دفعت الرياض إلى البحث عن مخرجٍ لها من الملف السوري انطلاقاً من البوابة الروسية.
أما في العراق، الذي حاولت السعودية من خلاله لعب دورٍ سياسي مناور، بعد اندثار أي أهمية لورقة "داعش"، فإن المشاكل والضغوط المستجدة في ما يخص استفتاء إقليم "كردستان"، تسببت بفتور جديد في العلاقات السعودية – العراقية على الرغم من انفتاح الرياض الأخير.
حاولت الرياض الالتفاف على تهم الإرهاب وتمويله، والتي تشكّل أحد أهم أسباب الخلاف بين طهران والرياض، وفقاً لتصريح الجبير، الذي قال إن سلطات بلاده فصلت آلافاً عدة من الأئمة من العمل في المساجد بعد ثبوت نشرهم التطرف، في حين يرى مراقبون أن فصل الأئمة من المساجد لا ينفي نشر الكراهية الذي تنتهج صناعته من قبل السلطات السعودية.
أمام تلك الملفات الخلافية، وفيما تبدو مؤشرات التقارب السعودي – الإيراني قابلة لبدء مفاوضات بين البلدين، فإن نجاح تلك المفاوضات تعتمد على مدى رغبة واشنطن في إحداث هذا التقارب وجدية السعودية فيها. وبالنظر إلى الوساطة العراقية التي كانت بطلب من الرياض، تبدو الأخيرة غير جادّة في تقبّل الوساطة الروسية، تماماً كما في الوساطات الكويتية والعُمانية التي سبقتها.