قناة نبأ الفضائية نبأ
تبدو الأزمة القطرية واضحة الدوافع والأهداف بالنسبة إلى مسؤولي الدوحة الذين يتابعون علاقات المسؤولين في دول المقاطعة بالمعارضة القطرية، والذين يتلاقيان عند مطلب تغيير النظام في قطر.
تقرير هبة العبدالله
منذ اندلاع الأزمة الخليجية أوائل يونيو / حزيران 2017، حولت دول الحصار دعم الدوحة للإرهاب واجهة لمهاجمة قطر ومحاصرتها بهدف الضغط عليها. لكن القيادة السياسية في قطر ترصد بانتباه شديد تحركات العواصم الخليجية المعادية لها وتفهم بخشية ما يبيتونه لقطر وحكامها.
تحدث مراراً مسؤولون ومقربون من دوائر الحكم في المملكة السعودية عن تغيير النظام محاولين إقناع الناس بالنهوض والاحتجاج ضد حكومتهم، وهذا ما يقوله وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مقابلة مع قناة “سي أن بي سي” التلفزيونية، متهماً الرياض بمحاولة زعزعة الوضع في بلاده والتحريض على تغيير النظام، معتبرا إياه الهدف الأول لدول المقاطعة.
كشف أمير الكويت، خلال شهر سبتمبر / أيلول 2017، عن أنه نجح في إيقاف عمل عسكري ضد قطر كانت دول المقاطعة تستعد لتنفيذه. كذلك، سبق لواشنطن أن أعلنت أنهة ساعدت في إبعاد الرباعية العربية عن أي تهديد بالعمل العسكري، ما يؤكد التقارير التي تم تداولها عن تخطيط دول الحصار لتدبير انقلاب عسكري على أمير قطر.
عبدالله آل ثاني، أحد أعضاء الأسرة الحاكمة في قطر والمقرب من السعودية وولي عهدها بالدرجة الأولى، يتصدر لائحة الشخصيات المعنية به. وهو استغل غياب أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني أثناء الجولة الخارجية التي أجراها في سبتمبر / أيلول لدعوة الأسرة الحاكمة والشعب القطري لإعادة الأمور إلى نصابها.
على المستوى الرسمي في قطر، فإن وزير الخارجية عبد الرحمن آل ثاني كان صريحاً في خطابه أمام معهد “تشاثام هاوس” البحثي في بريطانيا في يوليو / تموز، حين قال إن المسؤولين في دول الحصار لم ينتقدوا سياسات قطر فقط بل هم يدعون لتغيير النظام لرفضه اتباع الرياض وأبو ظبي في سياسته الخارجية.
كما شاركت الإمارات بدعم مؤتمر دولي عقدته المعارضة القطرية في لندن منتصف سبتمبر / أيلول، انتهى بتحديد خيارات ثلاثة للأزمة التي اعتبرها المؤتمر فاصلاً في مستقبل قطر، ومركزاً على ضرورة تغيير النظام الحاكم كهدف يتقاطع مع أهداف دول المقاطعة ويجعل المعارضة القطرية شريكة في تحقيقه.
