تعمل الرياض على تأسيس هيئة علمية لمحاربة النصوص الكاذبة والموضوعة في الأحاديث النبوية والتي تتعارض مع تعاليم الإسلام، بعدما تحول التطرف كنتاج لهذه الممارسات للتهديد الداخلي والخارجي الأخطر لها.
تقرير هبة العبدالله
تعتزم السعودية إنشاء “مجمع خادم الحرمين للحديث النبوي الشريف” بعدما صدر أمر ملكي بهذا الخصوص على أن يرأس عضو “هيئة كبار العلماء” محمد بن حسن آل الشيخ المجلس العلمي للمجمع.
ووفقاً لبيان صادر عن وزارة الثقافة السعودية والمعلومات، فإن المجمع سيصبح مصدراً موثوقاً للحديث الشريف، موضحة أن الهدف من الخطوة التي وصفتها بـ”غير المسبوقة” هو “القضاء على النصوص المزيفة والمتطرفة والنصوص التي تتناقض مع تعاليم الإسلام وتبرير ارتكاب الجرائم والقتل والأعمال الإرهابية التي لا مكان لها في دين الإسلام”.
وبحسب البيان المنشور على موقع وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس”، فإن الهدف الأول لإنشاء الرياض “مجمع الحديث النبوي الشريف” هو محاربة التطرف الذي تحول إلى تهديد داخلي ذي بعدين: أمني وسياسي. يتعلق القرار الملكي بانشاء هيئة متخصصة في التدقيق في استخدامات الأحاديث النبوية لمحاربة الإرهاب والتطرف، على أن يكون واجهة لمحاربة “التفسيرات المغلوطة” للأحاديث التي تستخدمها التنظيمات الإرهابية من أجل تبرير عملياتها الإجرامية، في اعتراف ملكي رسمي صريح بأن تفسيرات الوهابية هي تفسيرات متشددة تدعو إلى القتل والتطرف.
يشير جين كينينمونت، وهو باحث بارز في دار “شاثام هاوس” في تقرير لصحيفة “ذا غارديان” البريطانية، إلى أن المسؤولين في السعودية تأثروا بالضغوط التي يمارسها الغرب عليهم منذ هجمات 11 سبتمبر / أيلول 2017، ويضيف أن السعوديين يزعمون أن الاتهامات الموجهة إليهم قديمة علما منهم بمدى تأثير هذه القضية على صورتهم في الغرب.
تهتم القيادة السعودية الجديدة كثيراً بصورتها وعلاقاتها العامة في عهد ترامب بصورة كبيرة، إذ كثفت مما بدأته سابقاً من محاولة إظهار المملكة بصورة جديدة أمام المجتمع الغربي كما المسؤولين السياسيين هناك، ليروا نموذجاً جديداً من الانفتاح. وكخطوة تالية، تحاول القيادة السعودية الآن أن تتصدى للتطرف تصدي من يردع تهمة باتت لصيقة به ومدعمة بتاريخ من العلاقات الطويلة والمتجذرة بين حكام المملكة والفكر الديني المتشدد الداعم الأول لحكمهم وحاميه.
تثبت تقارير عدة متتالية في الغرب أن السعودية بذلت منذ الستينيات جهوداً بملايين الدولارات لتصدير الإسلام الوهابي إلى العالم الإسلامي بما في ذلك المجتمعات الإسلامية في الغرب، ولكن الرياض بكل أدواتها تملك غير وسيلة واحدة لصد هذه التهم باعتبارها مزيفة وكاذبة، لكن المجمع الجديد الذي تنوي تأسيسه في المملكة يشكل الخطوة العملية الأولى في هذا الصدد، وبداية جديدة كان ترامب قد وعد بها في القمة الاسلامية – الاميركية في الرياض في مايو الماضي، حيث وعد بأن بلاده ستقوم بإصلاحات تدريجية في دول الشرق الأوسط، مشددا أن “من الضروري ألا تنتظر دول الشرق الأوسط من الولايات المتحدة أن تحارب الإرهاب نيابة عنها”.