رئيس مقاطعة والونيا البلجيكية ويلي بورسوس منح 25 ترخيصاً للسعودية لإقامة مساجد في المقاطعة

بلجيكا: مقاطعة “والونيا” نموذج لتأثير صفقات الأسلحة على مكافحة “التطرف السعودي”

على الرغم من أن السلفية الوهابية تثير القلق في بلجيكا والتي تتهم السعودية بتمويلها، الا ان هذه الدولة تواصل إعطاء تراخيص السلاح للمملكة.

تقرير ابراهيم العربي

في حين تحاول بلجيكا حماية مسلميها من تأثير السعودية على أراضيها، لا تتوانى عن جعل السعودية من أكبر مشتري الأسلحة البلجيكية، ما يؤثر سلباً على خطوات السلطات ومواقف السياسيين البلجيكيين في وقف تمويل السعودية للمساجد البلجيكية.

مقاطعة “والونيا” البلجيكية، التي تسعى إلى تعزيز خطتها لمكافحة التطرف، باتخاذ تدابير إضافية، تهدف بالأساس إلى محاربة أماكن العبادة غير القانونية، وافقت أخيراً على منح السعودية 25 ترخيصاً جديداً للأسلحة، بحسب صحيفة “لي فيف” البلجيكية، في حين لا يزال التهديد الإرهابي ساري المفعول في المستوى الثالث.

ونقلت الصحيفة عن المتحدثة بإسم رئيس إقليم والونيا قولها إن رئيس المقاطعة ويلي بورسوس “قرر منح 25 ترخيصاً للمملكة السعودية، بناء على نصيحة إدارته ومن اللجنة الاستشارية الدولية في والونيا – بروكسل”. وأضاف مكتب بورسوس أنه تم رفض منح ثلاثة تراخيص لدولة الإمارات العربية المتحدة وترخيص لباكستان.

وتعد السعودية الزبون الأول عالمياً لمنطقة والونيا البلجيكية، إذْ استوردت ما يقارب 60 في المئة من أسلحتها المصنعة، بحسب ما أوضح تقرير أصدره برلمان منطقة والونيا حول أرقام مبيعات السلاح خلال عام 2015. وفي تقرير صادر عن الأمم المتحدة، أشارت الخبيرة الأممية اليزابيتا كارسكا فيه، إلى أن بلجيكا تعد أول دولة مصدرة للمجندين الجدد من أوروبا في اتجاه “داعش”، وإنها تعد عاصمة تصدير الإرهاب من أوروبا الغربية إلى “داعش” في سوريا والعراق.

يتناقض الدعم البلجيكي للسعودية مع محاولات سلطات بلجيكا مواجهة فتاوى التطرف، إذ لا تتهاون الحكومة في مواجهة تلك التنظيمات من خلال المداهمات الأمنية واصدار وقوانين جديدة لتعزيز قدراتها في مكافحة الإرهاب، وإظهار القلق إزاء انتشار ما تصفه بـ”الإسلام المتطرف” الذي تدعمه السعودية في مساجدها.

وحذرت خلية التنسيق وتحليل المخاطر الاستخباراتية “أو سي أيه دي” التابعة لوزارتي الداخلية والعدل البلجيكيتين، من تنامي المد السلفي الوهابي في بلجيكا، وتزايد عدد المساجد والمراكز الإسلامية التي باتت تحت التأثير المباشر لهذا الشكل المتطرف من الإسلام، وعزا التقرير سرعة انتشار الوهابية في بلجيكا إلى عاملين رئيسين: المال السعودي، وقوة الجهاز التبشيري للوهابية.

وذكرت بدورها صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” الألمانية أن السياسيين البلجيكيين عبروا منذ فترة طويلة عن معارضتهم للتمويل السعودي لـ”المسجد الكبير” في بروكسل ولأئمة في بلادهم، لكنهم لم يفعلوا شيئاً في مواجهة ذلك لكون الرياض من أكبر مشتري الأسلحة البلجيكية.