بعنوان “نطالب بجثامين الشهداء لنواريهم بكرامة”، بدأت “لجنة الشهداء المغيبين في السعودية” حملة إنسانية لاستعادة جثامين العشرات من أبناء القطيف ممن لم تسلمهم سلطات الرياض إلى ذويهم.
تقرير رامي الخليل
في سياسة تتنافى مع مبادئ وقواعد القانون الدولي التي تقوم على مبدأ احترام الفرد الإنساني، وكرامته الشخصية، لا تزال سلطات الرياض تمتنع عن تسليم جثامين عشرات الشهداء ممن ارتقوا جراء اعتداءاتها على أهالي المنطقة الشرقية في أوقات منفصلة، إن بالقتل المباشر في أحياء القطيف أو داخل سجون الاعتقال إعداماً كان أو تعذيباً.
37 جثمان شهيد، هي الحصيلة التي تمكنت لجنة الشهداء المغيبين في السعودية من توثيقها حتى اليوم، مستصرخة كل حر في العالم دعم قضية إنسانية يزداد ألمها بالنسبة لعوائل الشهداء كلما استغرقت مزيداً من الوقت، فمعاناة أسر الشهداء لا تزال مستمرة منذ عشرات السنين، وهي معاناة تبدأ منذ لحظة الاستشهاد وتزداد مع كل يوم يمر من دون تمكن تلك الاسر من دفن جثامين أبنائها.
وأوضحت اللجنة أن جميع الشهداء هم من محافظة القطيف، وهم إما أعدموا مباشرة في الشوارع وخلال اقتحام قوات الأمن لمنازل المدنيين، أو عندما كانوا خلف القضبان وتحت التعذيب، وقد كان لبلدة العوامية التي تعرضت لحرب همجية خلال الفترة الممتدة بين مارس / آذار وأغسطس / آب 2017 الحصة الأكبر من الشهداء، وعلى الرغم من توقف جرائم قوات النظام المباشرة عبر السلاح مع رافقها من تدمير لممتلكات المواطنين، إلا أن استمرار تغييب جثامين الضحايا من شأنه أن يضاعف من حجم الجريمة على المدينة.
في ظل نفوذ حكام آل سعود العابر لحدود المملكة، ونظراً إلى سياسة الترهيب التي يمارسها النظام السعودي لمنع تعقب وفتح ملفات جرائمه التي يرتكبها بحق الشعب، إلا أن استمرار عدوانه المتمثل بتغييب جثامين الشهداء عن ذويهم يمثل انتهاكاً واضحاً لحقوق الإنسان، فضلاً عن كونه خرقاً لشرعة الأمم المتحدة والشريعة الأسلامية.