في أوّل ردّ من رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، على المساعي الأميركية – السعودية الهادفة إلى إبعاد العراق عن محور المقاومة، شدد على أن “الحشد الشعبي” “شأن داخلي”.
تقرير عباس الزين
بلغةٍ بعيدةٍ عن المحاور، حرص رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، على الحديث في الرياض، رافضاً في الوقت ذاته أن يتناول علاقة بلاده مع الجمهورية الإسلامية، وفق ما أكدت مصادر مقربة من العبادي، ما يشي أّن السعودية تنفتح على العبادي من دون إملاءات وشروط مسبقة.
جاءت الزيارة إلى السعودية في إطار جولةٍ عربية سعى العبادي من خلالها إلى تقديم نفسه كرئيس وزراءٍ مستقل يرغب بإقامة علاقات متكافئة مع محيطه الإقليمي، مع المحافظة على خطوطٍ حمراء عراقية، تجعله بعيداً عن التوجه السعودي، لا سيما في موضوع “الحشد الشعبي”، الذي يشكّل وجوده وتنامي قوته أزمة إقليمية للرياض، لقدرته على حماية العراق من أي تهديد إرهابي.
رفض مكتب العبادي تصريحات وزير الخارجية الأميركية، ريكس تيلرسون، الذي صرّح بضرورة عودة ما وصفها بـ”الفصائل الإيرانية الموجودة في العراق إلى ديارها”. أرادت واشنطن اختبار نتائج القمة السعودية – العراقية التي عقدت مؤخراً في الرياض، لتأتي النتيجة واضحة بما يخص الخيارات العراقية.
“لا يحق لأي جهة التدخل في الشأن العراقي”، هذا كان ردّ مكتب رئاسة الوزراء العراقية على التصريح الأميركي، مستغرباً في الوقت ذاته، تلك التصريحات عن هيئة “الحشد” التي لها “تنسيق شامل في تحركاتها مع الجيش العراقي”، وفقاً للرد.
بيان مكتب العبادي كان أول ردٍّ على ما ترسمه السعودية بغطاءٍ أميركي لعراق ما بعد “داعش”. يؤكد حضور تيلرسون لاجتماع التنسيق السعودي – العراقي أن الولايات المتحدة لها مصلحة في قيامه ونجاحه من أجل تشكيل موقف عربي ضد إيران، في إطار الاستراتيجية التي أعلن عنها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مؤخراً.
تفرض التوازنات العراقية الداخلية، بحسب مطلعين، مساراً لا مكان فيه للاستراتيجية الأميركية، إذ يدخل العبادي الإنتخابات التشريعية بعد 6 اشهر من أجل ولاية ثانية، مسلحاً بانتصارين كان للجمهورية الإسلامية الدور الداعم الأبرز والأوضح للعراق في اتمامهما، بدءاً من انتصار العراق ضد “داعش”، وصولاً إلى إنهاء مشاريع التقسيم التي رعتها الرياض في إقليم كردستان – العراق.