أخبار عاجلة
المتحدث باسم "الحشد الشعبي" أحمد الأسدي: تصريحات وزير الخارجية الأميركية "اتهام غير مقبول وباطل"

“الحشد الشعبي” يفرض على واشنطن معادلة ما بعد “داعش” في العراق

على وقع زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى بغداد، أغلق قادة “الحشد الشعبي” الأبواب أمام أي تحركٍ أميركي – سعودي لاستهدافهم تحت عنوان تحجيم دور الجمهورية الإسلامية في العراق.

تقرير عباس الزين

يطالبُ وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، بانسحابِ ما وصفها بـ”المليشيات”المدعومة من إيران إلى ديارها بعد انتهاء الحرب على تنظيم “داعش”، في حين أن ما يصفها بـ”مليشيات” تتكون من عراقيين تحت مسمّى “الحشد الشعبي” الذي يتبع كهيئة رسمية لرئاسة الوزراء العراقية.

يتكلم الوزير الأميركي متناسياً أو متجاوزاً أن قوات بلاده العسكرية الأجنبية توجد على الأراضي العراقية، بذريعة انتفت أسبابها بحسب ما قاله تيلرسون نفسه، أي محاربة “داعش”.

منطقٌ حاول تيلرسون تمريره، منطلقاً من إمكانية سطوة واشنطن على القرار العراقي، لا سيما بعد اجتماع الرياض الأخير، إلا أن صفعات عدة تلقاها الوزير الأميركي جزاءً لأوهامه بتحريك السياسات العراقية كيفما تشاء واشنطن، بدءاً من ردِّ مكتب رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، الذي اعتبر أن “الحشد شأن داخلي لا يحق لأحد التدخل به”، وصولاً إلى ردِّ قادة “الحشد” الذي أسس لمرحلةٍ يفرض فيها العراق المعادلات السياسية وربما العسكرية.

ودعا الأمين العام لـ”عصائب أهل الحق” قيس الخزعلي تيلرسون إلى سحب قواته من العراق فوراً بعد الانتهاء من عذر وجود “داعش”. فيما لفت الأمين العام لمنظمة “بدر”، النائب هادي العامري، إلى أن تيلرسون “غير مرحب به في بغداد”، مطالباً العبادي بعدم استقباله إلا “بعد تقديم اعتذار عن تصريحاته تجاه الحشد الشعبي”. بدوره، اعتبر المتحدث باسم الحشد، أحمد الأسدي، تصريحات تيلرسون “اتهام غير مقبول وباطل”.

جاءت تصريحاتُ قادة “الحشد” بالتزامن مع استلام رئاسة الوزراء العراقية رسالة موقعة من قادةٍ في “الحشد” طالبوا فيها العبادي باستغلال زيارة وزير الخارجية الأميركي إلى بغداد لطرح وضع خطة انسحاب تدريجي للقوات الأميركية من العراق خلال فترة زمنية لا تتجاوز عاماً واحداً.

تليرسون الذي وصل إلى بغداد بشكلٍ مفاجىء، الاثنين 23 أكتوبر / تشرين الأول 2017، في محاولةٍ للتخفيف من حدّة موقفه تجاه “الحشد”، سمع كلاماً للعبادي أكثر وضوحاً من البيان الذي سبق الزيارة، إذ وصف الأخير خلال استقباله تليرسون مقاتلي “الحشد الشعبي” بأنهم “أمل العراق والمنطقة”، مشددا على أن “الحشد الشعبي” مؤسسة رسمية ضمن مؤسسات الدولة.

ليست المرة الأولى التي تهاجم فيها الإدارة الأميركية “الحشد”، وإنما تزامُن تصريحات تليرسون مع الإستراتيجية الجديدة التي طرحها الرئيس الأميركي حول عزل إيران، والتي وضع العراق مسرحاً لتنفيذها، انعكس في التقارب السعودي السريع اتجاهه، جميعها عوامل دفعت قيادة “الحشد الشعبي” إلى الردّ بشكلٍ حاسم، بهدف إغلاق جميع الابواب أمام التحركات الأميركية، في مشهدٍ، يوضح حجم القوة السياسية والعسكرية، التي يتمتع بها “الحشد”، على الساحة العراقية.