ينقل تقرير لقناة “العربية” التلفزيونية عن مسؤولين أميركيين أهداف لواشنطن تشي بأنّ للسعودية دوراً جديداً في سوريا، يقوم على توحيد المعارضة السياسية وإنشاء إدارات محلية لمرحلة ما بعد “داعش” في سوريا.
تقرير عباس الزين
من جنيف، يخرج وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، بعد اجتماعه، مع المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، ليدّعي، أن حكم الرئيس السوري، بشار الأسد، “في طريقه إلى النهاية”، معتبراً أن القضية الوحيدة تكمن بـ”الكيفية”.
يرسم الوزير الأميركي بتصريحه هذا سقفاً عالياً للسياسات الأميركية لا يناسب مع ما يدور على الأرض، معتبراً أنها ملزمة بتنفيذه، وإلا ستلتحق أي كيفية يحضّر لها تليرسون بسابقاتها من الكيفيّات التي لاقت فشلاً في فرضِ أجندة بلاده.
ليس بعيداً عن كلام ممثل الدبلوماسية الأميركية، بدأت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بمراجعة لسياسة الولايات المتحدة تجاه الأوضاع في سوريا، محاولةً وضع تصوّر نهائي لسياساته هناك، وفق ما نقلته قناة “العربية” التلفزيونية عن مصادر رسمية أميركية.
هي مراجعةٌ للإخفاقات ستجريها الإدارة الاميركية إذاً، بين كل وكالات الدولة في واشنطن، بما في ذلك وزارة الدفاع وأجهزة الاستخبارات، لوضع خطط الوصول إلى الأهداف السياسية والأمنية في سوريا، بما فيها محاولة عزل الدور الإيراني المتحالف مع الحكومة السورية.
المراجعة التي تدل بالدرجة الأولى على فشل السياسات والرهاناتِ الاميركية الموضوعة سابقاً، لإسقاط الحكومة السورية، ترتكز بشكلٍ أساسي في مرحلتها المقبلة على جمع مجلس يمثّل منصات المعارضة السورية والدول الداعمة لها، ومنع الجيش السوري من السيطرةٍ التامة على كامل الأراضي السورية، التي تسير بشكلٍ متسارع، إذ أن تلك السيطرة ستشكل ضربةً قاصمة للمشروع الأميركي في سوريا.
يسعى المخططون في الوكالات الأميركية، وفق ما أشارت اليه “العربية” نقلاً عن مصادر رسمية في واشنطن، إلى تثبيت فكرة الحكم المحلي في المناطق التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة المدعومة منها، مثل مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” ذات الأغلبية الكردية، في منبج والطبقة وأخيراً الرقة.
هدف تلك المجالس، وفقاً للمصادر الأميركية، توفير الأمن والدورة الاقتصادية في هذه المناطق لتتمكّن من إدارة شؤونها بنفسها بعيداً عن الحكومة السورية.
بدأت معالم هذا المشروع الجديد تظهر من الرقة. هدمٌ ممنهج للمدينة نفذته طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، تبعه دخولُ للقوات الكردية، ليُصار بعدها إلى تشكيل مجلسٍ محلي، كانت أول اجتماعاته كانت مع الوزير السعودي ثامر السبهان، بذريعةِ الدور السعودي في إعادة الإعمار، ما يشي أن الهدم الأميركي كان مقدمة للردم السعودي ذات الخلفيات السياسية والعسكرية، وهو ما تسعى الإدارة الأميركية لتوسيع رقعته ليمتدّ إلى مناطق أوسع وفرضهِ كأمرٍ واقعٍ، يصطدم به الجيش السوري، خلال تقدمه العسكري.
بين هذا وذاك، ينسحب تنظيمُ “داعش” من المشهد، إفساحاً بالمجال أمام سياسة أميركية جديدة، في حين تؤكد القيادة السورية أن الهدف الأساسي في المرحلةِ الحالية يكمن في السيطرة على كامل الأراضي السورية. لا مجال للتسويات، والأمور تجري بما تقتضيه الأولوية الميدانية، لا بما يحدده الأميركي وحلفائه.