أعادت السعودية والإمارات بغطاء أميركي تموضعهما في سوريا بزعم إعادة إعمار الشمال السوري، خلاصة انتهى إليها معهد “فيريل” الألماني، وسط تحذيرات من تحويل قوات سوريا الديموقراطية إلى جيش من المرتزقة تكون عينه على دمشق.
تقرير رامي الخليل
على الرغم من كل مؤشرات انكسار المشروع العسكري المعادي لدمشق، إلا أن الولايات المتحدة تبدو ماضية بمخطط تفتيت الدولة السورية وتقسيمها، وقد أعادت الإدارة الأميركية ومعها حلفائها في الناتو ودول الخليج تعديل الخطط المعادية، بحسب المستجدات السياسية والميدانية.
معهد “فيريل” الألمانيّ للدراسات، سلط الضوء في دراسة حديثة على جهود السعودية، الإمارات وألمانيا لإيجاد موطئ قدم لهم في خارطة النفوذ الجديدة في سوريا، وهي جهود تتم بتخطيط اميركي يتخذ من المساعدات الإنسانيّة وإعادة الإعمار الشمال السوري غطاءً لدعم الانفصاليين الأكراد الممثلين عسكرياً بقوات سوريا الديموقراطية.
الدراسة الألمانية تتقاطع مع المعلومات التي كشفها مسؤولون أميركيون عن وجود مخطط يشير إلى أن السعودية مقبلة على دور جديد في سوريا، يقوم على توحيد المعارضة السياسية وإنشاء إدارات محلية لمرحلة ما بعد “داعش”، على ان المال السعودي سيكون له دوراً فاعلاً في شراء الولاءات، بدءاً من المقاتلين العرب في صفوف القوات الكردية وليس انتهاءاً باستقطاب ولاء العشائر العربية في الرقة.
التقرير الألماني أوضح أن عدم التحرك لوقف تمدد القوات الكردية أمر لن يكون في صالح دمشق، بل إنه سيضعها أمام تحدٍ عسكري يفوق بخطورته ما كان يشكله “داعش”، خاصة وأن التفاوض مع المرجعية السياسية للأكراد لن يكون متاحاً نظراً لتعدد تلك المرجعيات، فضلاً عن كونها لا تملك زمام أمرها بيدها بل تمتثل لأوامر واشنطن التي تحميها وترعاها.
في ظل الجهود الأميركية الغربية والخليجية الحثيثة لترسيخ النفوذ والوجود في الشمال السوري بحجة إعادة الاعمار، تخلص الدراسة إلى أن دمشق مطالبة بضرورة التحرك السريع لوقف مشروع “داعش” كردي يتم الإعداد له بشكل مكثف، وحيث أن الصدام العسكري بات بمثابة التحصيل الحاصل، فإن التأخر في حسم المعركة من جانب دمشق من شأنه أن يمهد لقيام قنصليات أميركيّة، سعوديّة، إماراتيّة وألمانيّة في الرقة، بالإضافة إلى قواعد عسكرية جديدة، تضاف إلى قاعدتي عين عيسى في الرقة والرميلان في الحسكة.