بخلاف إدعائات ولي العهد محمد بن سمان عزمه التوجه نحو تحجيم السلطة الدينية وتبني الإسلام المعتدل، تفتح السعودية اليوم عبر سفيرها في جزر المالديف مسجداً، في إستمرار واضح لسياسة نشر الوهابية المتبعة منذ عشرات السنين.
تقرير ابراهيم العربي
على الرغم من إعلان محمد بن سلمان عن التوجه نحو الوسطية وتبني الاسلام المعتدل والانفتاح، ومحاولة تجميل صورة السعودية، فإن ممارسات النظام في الداخل والخارج تكذب هذا التوجه. الوهابية كنسخة متشددة للدين الرسمي في المملكة، كان ولا يزال المنبع الرئيسي للتطرف الإسلامي في العالم.
وعلى الرغم من تصريحات ولي العهد خلال منتدى “مبادرة مستقبل الاستثمار” الذي إستضافته الرياض والتي تضمنت هجوماً عنيفاً على ما وصفها ابن سلمان بـ”أصحاب الأفكار المتشددة” في المملكة، غير أن استمرار الدعم اللا محدود للمذهب الوهابي والعمل على نشره في العالم خصوصاً في شرق آسيا، يشي بأن إدعاءات محمد بن سلمان لت تستهدف غير الدعاة الذين يعارضون نهجه السياسي.
رئيس جمهورية المالديف عبدالله يامين عبدالقيوم، والسفير السعودي بدر الكحيل افتتحا مسجداً في جزيرة “ميدهو” المالديفية، وأطلقا عليه اسم مسجد “الأوابين”، على الرغم من تزايد مخاوف سكان جزر المالديف الآسيوية من الأموال السعودية التي ينتظر تدفقها على الجزر، وأثرها في تغيير نمط حياتهم الذي اعتادوا عليه.
الخوف الشعبي المالديفي يأتي من كون أن السعودية تقف على رأس الدول الخليجية التي تدعم الارهابيين في العالم، وهي مولت الارهابيين من كل الجنسيات وأرسلتهم الى سوريا والعراق، والتي يصادف أن المئات منهم أتوا من المالديف التي يتبع معظم المسلمين فيها الديانة الصوفية وليس الوهابية، الأمر الذي أكّده لصحيفة “ذي إندبندنت” البريطانية، رئيس المالديف السابق محمد نشيد في تصريح سابق.
الهاجس الملديفي رافقه تخوف هندي، حيث عبرت نيودلهي سابقاً عن قلقها من بيع المالديف جزيرة مرجانية للسعودية، معتبرة أن تنامي النفوذ السعودي في هذه المنطقة يهدّد أمنها القومي وسيؤدي إلى انتشار “الوهابية” في البلاد.
وقد اهتمت السعودية بالمالديف ذو الاقتصاد الفقير وحاجتها لتغطية العجز المالي الذي يقدر بـ14 بالمائة من الناتج المحلي لتلك الجزر، لذلك تريد السعودية الدخول من هذا الباب الاقتصادي لنشر فكرها المتطرف، إذ يُرجع المتابعون الصعود البارز للإسلام المتطرف في الجزر إلى ضخّ الأموال السعودية لبناء الجوامع والمدارس الوهابية، في إمتهان واضح لشراء ذمم الدول.