يدخل العداون على اليمن ضمن الاستراتيجية الأميركية الجديدة لمواجهة الدور الإيراني، بعد الإجتماع الأخير لممثلي قوى التحالف المعادي في الرياض.
تقرير عباس الزين
بعد الفشل العسكري والتخبط السياسي، لم تجد قوى تحالف العدوانِ على اليمن إلا الجمهورية الإسلامية لترمي عليها إخفاقاتها.
يترنّحُ العدوان الذي شارف عامه الثالث على الانتهاء بين أهدافه غير المحققة وبين التكلفة العالية التي ترافقه، إذ أن الأيام القلية التي زعم ولي العهد السعودية، محمد بن سلمان، أنه قادر من خلالها القضاء على حركة “أنصار الله” والجيش اليمني، سقطت أمام أشهرٍ يمنية من الصمود والمقاومة، وبين هذا وذاك يهرب تحالف العدوان الذي تقوده الرياض من الإخفاقات باتهام طهران أنها “تدعم “أنصار الله” وتعبث بأمن اليمن”، وفق ما خرج به البيان الختامي الصادر عن اجتماع وزراء خارجية ورؤساء أركان تحالف العدوان، الأحد 29 أكتوبر / تشرين الأول 2017.
جاء المؤتمر الذي يعتبر الأول من نوعه في الرياض ليتماشى مع الاستراتيجية الجديدة التي أعلنها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بعزل إيران ومحاربة دورها في المنطقة، لا سيما وأن المجتمعين صوبوا في اتجاهٍ واحد، زاعمين أن “طهران هي سبب الحرب في اليمن بدعمها لـ”أنصار الله”، ما يشي أن الساحة اليمنية انتقلت من موضوع هامشي إلى موضوع استراتيجي لدى واشنطن، بعد الانتصارات التي حققها الجيش اليمني و”اللجان الشعبية” والتي تهدد المصالح الأميركية في المنطقة بشكلٍ مباشر، خصوصاً مع التهديد الأخير بضرب المدن التي تنطلق منها طائرات التحالف.
وفي محاولة للتنصّل من أيّ تبعات دولية قد تطالها بسبب الجرائم المرتكبة بحق الشعب اليمني، زعم المتحدث باسم العدوان، تركي المالكي، أن “العمليات العسكرية للتحالف منضبطة ومتماشية مع القانون الدولي”، في وقتٍ تضربُ قواته حصاراً بحرياً وبرياً وجوياً، مانعةً فتح مطار صنعاء والموانىء البحرية، لإدخال المساعدات الإنسانية.
الإدعاءات التي أطلقها ممثلو قوى العدوان في مؤتمرهم اعتبرتها وزارة الخارجية الإيرانية “مزاعم مضحكة”، مؤكدةً على لسان المتحدث باسمها، بهرام قاسمي، بأن طهران “طالبت بتوقف الحرب منذ بدئها، وأنها تعتبر الحل العسكري في اليمن هو حل منبوذ”.
السعودية ماضيةٌ في مشروعها العدواني ضد البلاد بزخمٍ أميركي مستجد هدفه إطالة أمد الحرب، عبر منع حركة “أنصارالله” من “التحول إلى “حزب الله آخر” على الحدود”، كما قال ابن سلمان، بالتوازي مع الحملة الأميركية ضد محور المقاومة في المنطقة.