يسود صراعٌ خفي إماراتي عٌماني في محافظة “المهرة” اليمنية، وسط توسعٍ للأطماع الإماراتية التي باتت تهدد الإستقرار العُماني.
تقرير عباس الزين
مجدداً، تعود الإمارات إلى استخدام ورقة محافظةِ “المهرة” في مواجهة سلطنة عُمان، عبر مهرجان حاشد لما يسمى بـ”الحراك الجنوبي اليمني” المتحالف مع أبو ظبي، أقيم لأول مرّة في المحافظة المحاذية للسلطنة.
السلطان قابوس كان قطع الطريق أمام التحرّكات المشبوهة للإمارات في المحافظة الواقعة شرق اليمن والمحاذية للحدود العُمانية، عبر إصدار مرسوم قضى بمنح الجنسية العمانية لأسر نافذة هناك، بيد أن التحرك الإماراتي الجديد يهدف لاستقطاب شخصيات “مهريّة”، في إطار الصراع الخفي القائم بين الجارين الإماراتي والعُماني.
تشي المعطيات السياسية والعسكرية بأن التمدد الإماراتي جنوب اليمن موجه ضد سلطنة عُمان، بشكلٍ أساس. توسعت السيطرة الإماراتية إلى محافظاتٍ عدة بعد عدن، حيث أعلن رئيس ما يُسمى بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي”، المدعوم إماراتياً، عيدروس الزبيدي، أن ما يعرف بـ”قوات النخبة الحضرمية” ستسيطر على جميع مناطق حضرموت، واصفاً القوات التابعة للرئيس الفار منصور هادي التي تسيطر على جزء من الوادي في المحافظة بأنها “قوات احتلال”. ويذكر هادي كان أقال الزبيدي كمحافظٍ لمحافظةِ عدن، في أبريل / نيسان 2017، على إثر الخلافات بين حكومته وأبوظبي.
توجه الزبيدي إلى محافظة “المهرة” شرق البلاد يرافقه مندوب إماراتي، بحثاً عن التأييد للمجلس الانتقالي وتنصيب قيادات موالية له في تلك المدن، إذ تشير المصادر إلى أن حرباً بالوكالة ستندلع في “المهرة”، ثاني أكبر المحافظات اليمنية.
استطاعت مسقط بناء علاقات متينة مع القوى القبلية والسياسية في “المهرة”، في وقتٍ نسجت فيه الإمارات علاقات قوية مع شخصيات سياسيّة واجتماعيّة في المحافظة، بذريعة المساعدات التي يقدمها “الهلال الأحمر الإماراتي”، بالإضافة إلى الوعود التي قدمها الزبيدي بأن المهرة وسقطرى، ستكونان إقليماً جنوبياً مستقلاً، لتنقسم المحافظة بين الموالين للإمارات وسلطنة عُمان.
لن تسكت السلطنة عن هذا الخرق “الخطير” الذي يهدف لإيجاد خاصرة رخوة لها، وفق ما يؤكده مراقبون، بل قد تتسبّب الخطوة الإماراتية الأخيرة في المهرة بأزمة سياسية ذات مفاعيل عسكرية على الأرض، وهو ما كشف المغرد الإماراتي الشهير “مجتهد الإمارات” بعض معالمه، عبر “تويتر”، بقوله إن مخططات ومؤامرات يقودها ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، تُحاك ضد السلطنة لنشر الفتنة الطائفية فيها والتجهيز لانقلابٍ عسكري، بهدف تنصيب شخصية أخرى موالية للإمارات.