بعدما ما أعلنت وزارة المالية السعودية، في أغسطس الماضي، أن الدين العام للدولة بلغ 91 مليار دولار، تكشف الاحصائيات المتلاحقة ارتفاع حجم الانفاق العسكري في البلاد، بعد انطلاق العدوان على اليمن.
تقرير: سناء ابراهيم
بعد 1000 يوم من العدوان السعودي على اليمن، يسدل الستار عن حجم الخسائر المتفاقمة في البلد الأفقر بين بلدان المنطقة، وبعد انتشار الأمراض والأوبئة، وصل عدد الضحايا إلى ما لا يقل عن 34 ألفا بين شهيد وجريح، تكشف الاحصائيات والأرقام عن الخسائر التي تكبّدتها السعودية جراء العدوان، في ظل اقتصاد متعثّر تتخبّط في طياته الرؤى الاقتصادية لمتخذ قرار الحرب على اليمن، ولي العهد محمد بن سلمان.
بعد أيام قليلة على انطلاق الحرب على اليمن، أعلنت قناة “العربية” السعودية، أن التقديرات أشارت إلى أن المملكة قد تنفق نحو 175 مليون دولار شهرياً على الضربات الجوية التي تنفذذها في اليمن، مع استخدام 100 طائرة، وقد تنبأت بامكانية توسع كلفة الحرب الى أكثر من مليار دولار أميركي.
جامعة هارفارد الأمريكية، أشارت إلى أن تكلفة الحرب تصل إلى 200 مليون دولار في اليوم الواحد، في حين أعلنت صحيفة “الرياض” السعودية، أن تكلفة تشغيل الطائرات السعودية المشاركة بالحرب تصل الى 230 مليون دولار شهرياً، متضمّنة تشغيل الطائرات والذخائر المُستخدمة والاحتياطية، وثمن كافة قطع الغيار والصيانة وغيرها.
كما قدّر موقع “دويتشيه فيليه” الألماني، تكلفة تشغيل الطائرات السعودية المشاركة بالحرب، ويبلغ عددها 100 طائرة، بمبلغ 175 مليون دولار شهرياً.
ووسط التباينات في التقديرات، يصعب ايجاد مقاربة حقيقية للتكلفة العسكرية التي تكبّدتها الرياض في الحرب على اليمن، غير أن واقع الاقتصاد السعودي يكشف الحالة المتأزمة، اذ رفعت المملكة قيمة إنفاقها العسكري في العام 2015 إلى 82.2 مليار دولار، بعد أن كان قد بلغ في 2013، 59.6 مليار دولار فقط.
وأعلنت شركة “آي إتش إس” للأبحاث والتحليلات الاقتصادية، أن مشتريات السعوديّة من السلاح قفزت بمعدل كبير، لتصبح المملكة المستورد الأول للسلاح على وجه الأرض في 2015، بقيمة 65 مليار دولار، بالمقابل، تراجع احتياطي النقد الأجنبي لدى المملكة بشكل غير مسبوق، فبعد أن كان 737 مليار دولار في 2014، انخفض إلى 487 مليار في يوليو 2017.