ندد أحد سكان قرية عمق غربي المملكة بالظلم الذي تعرض له على أيدي السلطات التي هّمت منزله بدعوى أن الأراضي تابعة للدولة، ما يفتح الباب مجدداً أمام مخططات السلطات التوسعية وما ينتج عنها من تهجير قسري للأهالي وتدمير ممتلكاتهم من أجل المصالح السلطوية.
تقرير: سناء ابراهيم
فيما تستمر السلطات السعودية بإطلاق العنان لانجازاتها الاقتصادية وتتغنّى بالرؤى التي تطلقها بشكل متسارع على وقع الأزمات المتفاقمة في البلاد، تعود الى الواجهة قضية استيلاء السلطات على الأراضي وحرمان المواطنين منها، بذرائع شتى تبدأ باثبات ملكيتها للأراضي عبر صكوك شرعية وفق تعبيرها، لتحرم السكان الأصليين من منازلهم، بل تهدمها فوق رؤوسهم إن احتاج الأمر.
بعد أن حفل العام الماضي بقضايا قرية عمق غربي مكة المكرمة، وهدم منازل السكان بحجج وإدّعاءات العمران وملكية الدولة حيث تم تهجير المواطنين من منازلهم التي تحولت الى ركام من دون ايجاد بديل لهم عنها، عمدت السلطات السعودية الى هدم منزل القرية قبل يومين، عن طريق قوة أمنية، متذرعة بأن هذه الأرض تملكها الجهات الحكومية.
آخر تلك المنازل تمّ هدمه قبل يومين لمواطن سعودي، خرج بمقطع فيديو انتشر بشكل كبير على الشبكات الإجتماعية، وما زاد من غضب هذا السعودي أنَّ الهدم تم بعد مغادرته منزله لتوصيل أطفاله للمدارس، دون سابق إنذار، على حد قوله.
وأضاف أن هذا المنزل بناه من تعبه وعمله في الدولة التي خدمها 34 عاماً، فعاد ليصدم، لا منزل، ولا أشجار، وحتى البئر، كل ذلك قد أصبح ركاماً.
قرية عمق تقع على قرابة 30 كيلومتراً من مكة المكرمة، يسكنها قرابة 10 آلاف نسمة، في 3 آلاف منزل، متوزعة على مساحة 9 آلاف متر، يواجه أهل القرية عمليات التهجير القسري التي اعتادتها السطات السعودية، عبر عمليات الهدم لأسباب متنوعة بين منطقة وأخرى، وفيما حملت في “عمق” إدعاءات ملكية الدولة للأراضي، تذرعت بالعمران خلال هجومها على بلدة العوامية وتهجير أهلها وتدمير أحد أحيائها الأثرية “المسورة”.
يشير متابعون الى أن العمليات الأمنية التي تنتهجها السلطات السعودية ضد المواطنين تستهدف القرى التي تفتقر للخدمات الرئيسية من ماء وكهرباء وبنية تحتية، فيما يؤكد سكانها أنها خارج النطاق العمراني، الا أن مخطط تدمير جاء بدعوى رفعها أحد المستثمرين عام 2016، زاعما أن الاراضي تابعة لملكيته، وعلى السكان إخلاء الموقع، فعمدت السلطات الى منح الاراضي للمستثمر والقضاء على حياة آلاف العائلات.