تضغط السعودية على لبنان عبر تصريحات وزير الدولة لشؤون الخليج ثامر السبهان ملوحة بعقوبات اقتصادية وعسكرية عبر تهديد وزيرها بالحرب على لبنان بحجة “حزب الله”.
ابراهيم العربي
في تصريحين متناقضين يكشفان السياسة السعودية الجديدة ضد لبنان، اعتبر وزير الدولة لشؤون الخليج ثامر السبهان، يوم الإثنين 6 نوفمبر / تشرين الثاني 2017، أن لبنان أعلن الحرب على المملكة، فيما ظهر بعد ذلك بيوم على شاشة قناة “العربية” مهدداً لبنان بالحرب بحجة “حزب الله”.
يتشابه هذا الكلام بكلام المسؤولين الإسرائيليين، الذين يهددون في كل مناسبة بتدمير لبنان، بسبب ما يقوم به “حزب الله”، وبالتالي لا يمكن التفريق بين الموقفين سوى أن السبهان تحدث بلهجته العربية.
ما تريده السعودية من خلال كلام وزيرها هو إثارة مشاكل داخلية تقسم اللبنانيين وتضعهم بين خيارين، وفق السبهان: “العدو من امامكم والبحر من خلفكم”، إذ تريد المملكة في محاولتها لإخضاع “حزب الله”، الضغط على الشعب اللبناني بكافة أطيافه بحجة أنه لم يتحرك ضد “حزب الله”، فهي تريد من استقالة الحريري اسقاط فكرة أنّ “حزب لله” هو جزء من الحكومة اللبنانية وأن التهجم عليه يعني التهجم على لبنان بكل أطيافه.
تظهر ترجمة ذلك في تخيير السبهان لبنان بين الحرب والسلم، ما يشي باحتمال أن تتخذ السعودية سلسلة من الاجراءات الاقتصادية العقابية، مثل منع البنوك السعودية من التعامل مع القطاع المالي اللبناني، ووقف إصدار تأشيرات لرجال الأعمال اللبنانيين وأن يُطلب منهم إذا كانوا مقيمين في السعودية مغادرة البلاد، وفق ما نقلت صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية عن خبير اقتصادي بارز، فضل عدم الكشف عن هويته.
كذلك، نشرت مجلة “فورين أفيرز” الأميركية اقتراحاً للكونغرس في أكتوبر / تشرين الأول 2017 لعزل مناطق “حزب الله” وموافقة الكونغرس الأميركي أخيراً على فرض عقوبات إضافية عليه، حيث نقلت الصحيفة عن الخبير المتخصص في “حزب الله” نيكولاس بلانفورد تأكيده إمكانية تشديد هذه العقوبات.
يهدف التصعيد السعودي أيضاً إلى جعل لبنان ساحة حرب لدفع إسرائيل إلى عدوان جديد. وفي هذا السياق، رأت صحيفة “واشنطن بوست” أنّ استقالة الحريري من الرياض مقدمة لحملة عسكرية ضد “حزب الله”.
النائب اللبناني السابق اميل لحود، ذكر السبهان بأن لبنان “بلد المقاومة التي واجهت أقوى جيش في المنطقة، وهو البلد الذي واجه الإرهاب التكفيري، وانتصر عليه، وهو البلد الذي ينتظر اليوم تنفيذ تهديداتكم بعد أن شبع من كثرة الكلام ومل من كثرة التغريد”.