قوات الجيش السوري والحلفاء، تحرر مدينة البوكمال، في تقدمٍ نوعي ذات أبعادٍ ثلاث، ستنعكس على أي مشاريعٍ أميركية-سعودية، مستحدثة في سوريا.
تقرير: عباس الزين
هو إنجازٌ عسكري وإستراتيجي وإقتصادي، يتلاقى في جوانبه تلك، مع التفوق السياسي الذي بات يملكه محور المقاومة في أي مفاوضاتٍ دولية، بوجهِ الدول الراعية للمجموعات المسلحة، ومشاريع التقسيم. هكذا يوصف مشهد سيطرة الجيش السوري والحلفاء، على مدينة البوكمال، عند الحدو السورية-العراقية.
المدينة الواقعة في ريف دير الزور الجنوب الشرقي، تنطوي أهمية استرجاعها بتحرير أهم معبر حدودي مع العراق، وهو معبر القائم-البوكمال، وبخسارة هذه المدينة، يكون التنظيم قد فقد كامل المدن في سوريا.
عسكرياً، فإنه بدخول قوات الجيش السوري والحلفاء، ينحصر وجود تنظيم “داعش” في الجيب الممتد من شمال المدينة إلى جنوب الميادين، مع المساحات الضيقة غرب وشرق نهر الفرات، ما سيؤمن للجيش السوري، السيطرة التامة على البادية السورية، واستعادة كامل شرق البلاد.
على الصعيد الإستراتيجي، يأتي تموضع القوات السورية في البوكمال، والقوات العراقية في القائم، ليسقط أي أهمية عسكرية، لـ”قاعدة التنف” حيث التواجد الأميركي. تلك القاعدة التي عولت عليها واشنطن في محاصرة محور المقاومة وإعاقة تقدم قواته بين البلدين، باتت اليوم محاصرة، جنوباً باتجاه البوكمال والقائم، وشمالاً باتجاه معبر الوليد الي حرره الحشد الشعبي في حزيران الماضي. أمّا إقتصادياً، فإن الجيش السوري، بات يسيطر على مناطق حيوية اقتصادية واسعة تحتوي على نسبة عالية من آبار النفط والغاز ومناجم الفوسفات والإسفلت الطبيعي وهو ما سيؤدي وفق متابعين، الى استعادة الاقتصادي السوري عافيته بشكل متسارع.
بعد زيارةِ وزير الدولة السعودي، لشؤون الخليج، ثامر السبهان، الى الرقة الواقعة تحت إحتلال “قوات سوريا الديمقراطية” ذات المكون الكردي، المدعومةِ أميركياً، سارع القيادي الكردي، صالح مسلم، للقول إن لا إمكانيات للجيش السوري في تحرير البوكمال، وأن قوات “قسد” ستمضي لتحريرها، منتشياً حينها بالدعم السعودي-الأميركي، الذي حاول جعل الرقة، مركزاً تنطلق منه القوات الكردية، باتجاه باقي الأراضي السورية لا سيما الشرق.
وصول الجيش السوري والحلفاء الى البوكمال وتحريرها، أثبت أن الدعم السعودي، لا يمكن التعويل عليه، في مواجهة إمكانيات الجيش السوري. وما بعد البوكمال، ليست الرقة ببعيدة عن تقدم الجيش السوري، إذ أن المشروع السعودي، الذي يُطرد من باب ِ”داعش”، لن يُسمح له بالعودة، من النافذة “الكردية”.