على نهج من سبقَه، يَمضي ولي العهد السعودي في استخدامِ القمع لتأمين عرشِ. وبحجة الاصلاح والتحديث، يحشد الدعم الخارجي في الوقت الذي يُفاقم داخلياً التوترات الطائفية ويسحق كل أشكال المعارضة السياسية.
تقرير: مودة اسكندر
محمد بن سلمان يعيد صياغة سياسات قديمة تؤجج التطرّف والطائفية. ولهذا، عليكم أن لا تنخدعوا بخطاباته التحررية، لأنها تخفي دوافع أكثر خبثا. بهذه الدعوة افتتحت أستاذة التاريخ في جامعة “ييل”، روزي بشير، مقالها في صحيفة “واشنطن بوست”.
وتناول المقال إجراءات ابن سلمان الأخيرة، بدءا من حملة الاعتقالات للدعاة والمفكرين، مرورا بمشروع “نيوم” والدعوة للإسلام المعتدل، وصولا إلى اعتقال عشرات الامراء ورجال الأعمال بحجة محاربة الفساد.
وترى أستاذة التاريخ، أن الهجمات على التطرُّف تبدو في الظاهر أمراً إيجابياً، لكنّها تقوم على دعوات طائفية متعصِّبة. فالإشارة إلى الثورة الإيرانية باعتبارها نقطة تحول في السياسة السعودية هو الذي يشي بمتاعب في المنطقة، إذ يشير إلى خطط لتصعيد الصراع مع إيران وحلفائها، كسبيلٍ لحشد الدعم الدولي بعد الفشل في حشد الدعم بالداخل، وهو ما ظهر باتهام إيران بالقيام بعملٍ من أعمال الحرب، على خلفية الصاروخ الباليسيتي اليمني الذي استهدف الرياض.
وترى البشير في مقالها، أنه في الوقت الذي تكيل فيه الحكومات ووسائل الإعلام الغربية المديح لابن سلمان، يُنظَر إلى ولي العهد من قبل أعضاء في العائلة الحاكِمة، والنخبة الاقتصادية، والسكان بوجه عام، باعتباره حاكماً فاسداً، وغير كفء، أخَلَّ بالوضع القائم من أجل إثراءٍ شخصيٍّ واسع ومطامع سياسية.
وعن حملات قمع المعارضين، تلفت الكاتبة إلى القمع المُنسَّق والعنيف من النظام السعودي ضد كل منتقديه، بمن فيهم الباحثون الدينيون، والمفكرون العلمانيون، والنشطاء الشيعة، والكُتَّاب، والبيروقراطيون، والمؤسسة الدينية نفسها. وترى أن الاعتقالات تهدف لإسكات وتجريد الذين يمتلكون قوةً اقتصادية وسياسية ولا يزالون غير موافقين على صعود بن سلمان إلى السلطة من تلك القوة التي يمتلكونها.