أكد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله أن السعودية كانت خلف استمرار الحرب على لبنان في عام 2006، وهي تسعى اليوم من جديد إلى تحريض تل ابيب لاستهداف “حزب الله”، وهو ما كشفته وسائل الإعلام الإسرائيلية.
تقرير رامي الخليل
أكد السيد حسن نصرالله مساعي السعودية في تحريض إسرائيل لقتل اللبنانيين، في معلومات كشف عنها يوم الجمعة 10 نوفمبر / تشرين الثاني 2017 خلال كلمة متلفزة في بيروت. لم تكن محاولات الرياض الأخيرة لضرب لبنان جديدة، وقد كشف محللو كيان الاحتلال الإسرائيلي ما اضطلعت فيه مملكة ما يسمى بخادم الحرمين الشريفين من دور تخريبي سعى إلى إطالة أمد الحرب التي شنتها تل أبيب على لبنان في عام 2006.
لم يكن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بعيداً عن حملة الرياض التحريضية على لبنان و”حزب الله” بشكل خاص، وهو سعى إلى الدخول على خط الأزمة سعياً لتحصيل المزيد من المكاسب من بعيد، فاعتبر أن استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري تشكل دعوة للمجتمع الدولي كي يقوم بخطوات ضد ايران و”حزب الله”، من شأنها أن تمنع تحول سوريا إلى لبنان ثانٍ.
كلام السيد نصرالله عن استعداد الرياض لدفع عشرات المليارات من الدولارات مقابل أن تقوم إسرائيل بضرب لبنان، لم يكن من قبيل الاتهامات السياسية، وقد نشرت صحيفة “هآارتس” الإسرائيلية تقريراً للخبير العسكري آموس هاريل، حذر فيه تل أبيب من الوقوع في الفخ الذي تجرها إليه الرياض لشن حرب على لبنان، ونقل عن سفير الولايات المتحدة السابق لدى إسرائيل دان شابيرو قوله، إن السعودية تحاول نقل ساحة المعركة مع إيران من سوريا إلى لبنان، وهي تسعى إلى دفع إسرائيل للقيام بالعمل القذر الذي تريده.
هذا السيناريو حذر منه السيد نصرالله، نظراً إلى ما للحرب من تكاليف باهظة على إسرائيل. وفيما لا يرى الحزب أي مؤشرات مباشرة على عدوان إسرائيلي قريب، فإنه لا يستبعد وصول الجنون السعودي إلى مغامرة من هذا النوع، بضوء أخضر أميركي ومشاركة إسرائيلية مباشرة.
لا شك وأن تجربة حرب تموز تؤكد استحالة إقدام إسرائيل على أي حرب في المدى القريب، خاصة في ظل معادلة ردع جديدة أرساها “حزب الله” وتخشاها تل أبيب، وهي تعلم أن لا وجود لحواجز تمنع العراق وسوريا وربما اليمن وإيران من الدخول في الحرب بشكل مباشر، وهو ما أكده السيد نصر الله في خطاب سابق في يوم القدس العالمي في يونيو / حزيران 2017.
فنَّد مُحلل الشؤون العسكريّة لدى صحيفة “معاريف” العبرية يوسي ميلمان استراتيجية تل أبيب في هذه المرحلة، فشدد على أنها تقتصر على أهداف أبرزها مواصلة الحفاظ على الهدوء عند الحدود اللبنانية، وعدم إثارة استفزازات من الممكن أنْ تؤدي إلى تصعيد وحتى إلى حرب جديدة مع “حزب الله”.