نقلت وكالة “رويترز” عن مصدر مطلع قوله إن حملة الاعتقالات التي نفذها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تهدف إلى الاستئثار بالحكم وضمان وصوله إلى عرش المملكة
تقرير: حسن عواد
ظناً منه أن قصص الأفلام البوليسية يمكن أن تتحقق في أرض الواقع، نفذ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان السيناريو الخاص به من أجل ترهيب وإزاحة منافسيه على عرش المملكة في العائلة الحاكمة وسلب أموال الأمراء والوزراء ورجال الاعمال السعوديين وغير السعوديين.
وبرسالة مقتضبة، أبلغ فندق “ريتز كارلتون” في الرياض زبائنه بضرورة إخلاء الفندق من نزلائه بسبب “حجز مفاجئ” من السلطات المحلية يتطلب رفع مستوى الإجراءات الأمنية، بحسب ما ذكرت وكالة “رويترز”.
وسربت رسالة أخرى إلى أمراء ووزراء ورجال أعمال أُبلغوا من خلالها بضرورة الحضور إلى الرياض لعقد اجتماعات أعمال مهمة مع الملك سلمان. كما أمر ابن سلمان بتنفيذ حملة اعتقالات بزعم مكافحة الفساد، ونقل المعتقلون في هذه الحملة، من بينهم 11 أميراً، إلى الفندق الذي تحول إلى مركز احتجاز مؤقت، وسط حراسة أمنية مشددة.
سُمح للمحتجزين بإجراء اتصال هاتفي واحد مقتضب مع منازلهم، ولم يُسمح لهم بتلقي اتصالات هاتفية، كما لم يتمكن أحد منهم الدخول أو الخروج.
وأكد مصدر مطلع لـ”رويترز” أن هذا القرار اتخذ ضد أفراد من الأسرة الحاكمة عندما أدرك ابن سلمان أن هناك من بين أقاربه من يعارض تنصيبه ملكاً أكثر مما كان يظن، مشيراً إلى أنه أراد من خلال هذه الإجراءات أن يضمن وصوله إلى الحكم، وتوجيه رسالة إلى المترددين في تأييدهم له أن “يحذروا”. وشدد المصدر على أن “فكرة مكافحة الفساد كانت للتغطية على الأمر، أما باقي المعتقلين فكانوا لتزيين الموقف”.
أراد ابن سلمان إقصاء الجميع ليحكم وحيداً، فجعل من الاستقرار السياسي في أكبر دولة منتجة للنفط في العالم على المحك.