تتزايد خسائر السعودية جراء عدواها ضد اليمن على المستويات كافة، الاقتصادية السياسية، حتى أنها باتت تخسر من رصيدها الدولي، في وقت تتضاءل فيه فرص نجاتها من وحول البلد الفقير الذي يعاني شعبه من حصار خانق وانعدام ادنى مقومات الحياة.
تقرير هبة العبدالله
بعد مرور أكثر من عامين ونصف عام على بدء السعودية عدوانها ضد اليمن، لا تزال الرياض بعيدة عن تحقيق أهدافها، وهي المتورطة في حرب لا يمكنها الفوز بها، فتحوَّل اليمن الذي مزقته الحرب إلى ورطة لا يبدو الخروج منها سهلاً على المملكة التي جرت نفسها إلى هكذا خطأ استراتيجي.
وأوضح مركز “ستراتفور” الاستخباراتي أنه على المستويين السياسي والإنساني تسبب التدخل العسكري في اليمن بمشاكل كبيرة للمملكة التي تضررت سمعتها أمام المجتمع الدولي في المقام الأول. وبرغم هذه العواقب، أكد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أن العدوان على اليمن “لن ينتهي قريباً”، وذلك لأن القيادة في المملكة تضع التدخل العسكري في اليمن في سياق النزاع مع إيران، وهي لن تقبل بالانسحاب أمام النفوذ الكبير الذي اكتسبه الخصم الإيراني في مناطق عدة.
ولأن ما تصبو إليه السعودية لم يتحقق كلياً، ترى المملكة نفسها مجبرة على طلب المساعدة من روسيا حليفة إيران، وهي تأمل من موسكو أن تتمكن من الضغط على إيران، حتى تتمكن الرياض من الخروج من المأزق في اليمن، وقد أظهرت روسيا استعداداتها لتقديم هذه المساعدة بإرسال طاقم طبي لمعالجة الرئيس اليمني المستقيل علي عبدالله صالح بطلب من الرياض.
ففي بداية أكتوبر / تشرين الأول 2017، بعثت روسيا طائرة مكلفة بنقل صالح من أجل العلاج الطبي في الخارج، وذلك بالرغم من السيطرة السعودية على الأجواء اليمنية، وهو ما قد يكون تعبيراً عن رغبة السعودية في التفاهم مع “أنصار الله”، الذين تمكنوا قبل أيام من إطلاق صاروخ على مطار في الرياض، رداً على استمرار العدوان، تبعه وعيد صريح من الحركة بأنها قادرة على استهداف عواصم الدول الخليجية المشاركة في العدوان، وهو تهديد قد يدفع السعوديين لإعادة حساباتهم في حرب تبدو قاسية جداً عليهم.