بعد ثلاثة سنوات من إقامته على أراضي السعودية، اجتمعت قيادات من “حزب التجمع الوطني للإصلاح” اليمني بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وما تكشَّف عن اللقاء الذي حاول الإعلام السعودي التغطية عليه، هو أنه محاولة لمواجهة الإمارات.
تقرير: سناء ابراهيم
بعد الخسائر المتراكمة للسعودية من جراء العدوان على اليمن، بدأت السلطات تبحث عن أبواب جديدة لتمتين آلية عدوانها عقب خسارة ورقة الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي، توجهت نحو بوابة “الإخوان المسلمين”، إذ عقد ولي العهد محمد بن سلمان اجتماع مع قيادات “حزب التجمع اليمني للإصلاح” وهو الفرع السياسي لـ”الإخوان المسلمين”، غير أن هذا الاجتماع لم يكن ابن سلمان ينوي الكشف عن تفاصيله.
وكشف “مجتهد”، المدوّن السعودي الشهير على “تويتر” النقاب عن أسرار اللقاء بين ابن سلمان وقيادات الحزب اليمني، مشيراً إلى أن ابن سلمان اضطر للاجتماع مع “الإصلاح” بعد تحقيق الأخير مكاسب كبيرة داخل اليمن، الا أنه أوقف تنسيقه مع السعودية لأنه لم ينفعهم بل أضعفهم وجعلهم عرضة لغدر الإمارات.
وبيّن مجتهد، ضمن سلسلة تدوينات عبر حسابه على “تويتر”، أن “القيادات الميدانية لـ”الإصلاح” قررت التصرف من دون الرجوع إلى القيادة السياسية بعد أن تملكها غضب شديد نتيجة الاغتيالات والاعتقالات التي شنتها القوات الموالية للإمارات في الجنوب، فقررت المبادرة بقلب الطاولة على السعودية والإمارات من دون استئذان القيادة السياسية المحتجزة في السعودية”.
وعلى الرغم من العلاقة المتباعدة بين “الإصلاح” والرياض، إلا أن الصحافي السعودي جمال خاشقجي اتجه لتثمين اللقاء، معتبراً أن “لا حل في اليمن في حال تهميش الحزب على اعتبار أنهم قوة شعبية وفق تعبيره”، لافتاً الانتباه إلى أن “الوقت مبكّر للتفاؤل أن تغيراً استراتيجياً سعودياً حصل بلقاء ولي العهد بـ”الإصلاح”.
وكان ابن سلمان قد بحث مع قيادات من “الإصلاح”، في الرياض، تطورات الأوضاع في اليمن، وضم اللقاء كلاً من رئيس الهيئة العليا لـ”الإصلاح” محمد عبدالله اليدومي، والأمين العام للحزب عبدالوهاب الآنسي.
وأشار مراقبون إلى أن اللقاء ولَّد العديد من الاسئلة حول علاقة الحزب بالمملكة، ومستقبل التعاون بينهما، ودلالات هذا اللقاء الذي يعد الأول برغم انتقال قيادات الحزب إلى الرياض قبل ثلاث سنوات، خاصة أن “الإصلاح” يعد أحد أبرز الأحزاب السياسية في اليمن، وثانيها من حيث الانتشار والحضور المحلي، وأولها من ناحية البناء التنظيمي والتأثير السياسي.