رئيس الوزراء اللبناني المُقال، يُظهر تراجعاً سعودياً في الملف اللبناني، ويفتح باباً للمفاوضات، بعد فشل مشروع الرياض، في إحداثِ شرخٍ بالساحة اللبنانية.
تقرير: عباس الزين
كما أعلنت من خلاله التصعيد، تعلن عبره التراجع أيضاً. رئيس الوزراء اللبناني، المُقال بأوامر ملكية، سعد الحريري، لم يكن خلال الأيام الماضية، إلا ساعي بريدٍ مسلوب القرار، للسعودية.
الحريري الذي أجرى مقابلة مع تلفزيون “المستقبل” اللبناني، ركّز فيها على عبارة “صدمة إيجابية” في وصفه لما أراد من أن تحدثه الإستقالة، يشي كلامه بأن الخطاب انتقل من “قطع يد إيران”، الذي تلاه في بيان الإستقالة، الى خطابٍ آخر أقل حدية، يفتح الباب أمام التسويات والمفاوضات.
الرئيس المُقال أرسل إشاراتٍ للحل في أكثر من جوابٍ خلال المقابلة، مشيراً الى تعليق التسوية الرئاسيّة التي جاءت به رئيساً للحكومة، إلى حين عودة الطرف الآخر عن خروجه عنها، بما سماه العلاقة مع “النّظام السوري”، في حين أن الحريري نفسه، كان وقّع على قرار تعين سفيرٍ للبنان في سوريا، قبل أيامٍ من إستقالته.
التراجع السعودي كان واضحاً في كلام الحريري، إذ ظهر الأخير بحسب مراقبين، كمن لعب ورقةً خطرة، بهدف تحسين شروط التسوية لدى الرياض، إلا أن فشل الأخيرة في فرض تلك الورقة لبنانياً، دفعهم الى خطابٍ آخر عبر الحريري، يوفّر لهم سلّماً للنزول من أعلى الشجرة التي تسلّقوها، لأن بقاءهم على موقفهم، سيهدد نفوذهمك في لبنان بشكلٍ كامل.
وزير العدل اللبناني، أشرف ريفي، لم يستطع في أكثر من محاولة تحريك “الطائفة السنية” دعماً لخيارات السعودية، في حين تؤكد مصادر أن بعض قيادات “تيار المستقبل”، جهدت لمنع أي تحرك شعبي، إعتراضاً على احتجاز الحريري، خشية أن يتطور الموقف الى حملة من جمهور “المستقبل” ضد السعودية، فيما لم تذهب الساحة المسيحية، خلف رئيس حزب القوات، أمام تمسّك تلك الساحة، بخيارات رئيس الجمهورية،
التماسك الداخلي اللبناني، الذي رسخته مواقف رئيسي الجمهورية والنواب الى جانبِ مواقف الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، التي رمت الكرة في ملعب السعودية، بمواقف هادئة جامعة، حصرت المشكلة بالسعودية لا بالحريري، جميعها عوامل أفشلت المحاولات السعودية في إحداث أي شرخٍ سياسي أو أمني أو طائفي، على الساحة اللبنانية، كما كان مخططاً له بعد إستقالة الحريري، بهدف كشف الساحة اللبنانية أمام عدوانٍ “إسرائيلي”، الأمر الذي انعكس تبدلاً في المواقف الدولية، الفرنسية منها والأميركية، والتي طلبت من السعودية، التوقف عن مغامرتها في لبنان، لعدم توفر فرص نجاحها.