ولي العهد، محمد بن سلمان، يؤجل زيارته الى العراق، بعد مواقف أخيرة من بغداد، لا تتماشى مع توجهات الرياض في المنطقة.
تقرير: عباس الزين
زيارة ولي العهد، محمد بن سلمان، الى العراق، والتي كانت مقررة مطلع شهر نوفمبر الحالي، تأجلت الى وقتٍ غير معلوم، فيما يبدو أنه خيبة أملٍ سعودية، من المواقف العراقية الأخيرة.
تأجيل الزيارة يأتي بعد أيامٍ من إطلاق الجيش اليمني صاروخاً باليستياً على الرياض، وعدم إدانة العراق له، بالتزامن مع تنظيم معارضين بحرينيين وسعوديين، مؤتمراً ومعرضاً للصور في كربلاء، تحت حماية القوات العراقية، ورفع شعارات مناهضة للسعودية وللعدوان على اليمن، في بغداد ومدن جنوب ووسط العراق، خلال الأيام الماضية، بالتوازي مع زيارة قام بها وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، الى الدوحة منذ أيام.
“بغداد لن تكون في محور سعودي معادي لمعظمِ دول المنطقة”، هذا ما تؤكده مصادر عراقية رسمية، في حين قال وزير عراقي لصحيفة “العربي الجديد”، أن “حزمة الإغراءات الأخيرة المقدمة من الحكومة السعودية لبغداد والانفتاح بشكل كبير عليه يجب ألا يكون مقابل ثمن”، معتبراً أن سبب رغبة السعودية الكبيرة في “سحب العراق” إلى “اتخاذ موقف يأتي ضمن أهمية العراق لدى الأميركيين في الوقت الحالي”.
رعاية واشنطن للتقارب السعودي-العراقي، والتي توّجت بلقاء الرياض في أكتوبر الماضي، كانت تمهد لدخولٍ سعودي الى الساحة العراقية من النافذة الإقتصادية والسياسية، بعد أن خرجته من باب “داعش” وانفصال إقليم كردستان.
التوجهات السعودية في السيطرة على القرار العراقي، تصطدم بتماسكٍ عراقي رسمي مدعوم من معظم المكونات السياسية و”الحشد الشعبي”، بالبقاء بعيداً عن تحالفات الرياض وتوجهاتها في المنطقة، وهو ما بدى واضحاً في التنسيق الأمني والعسكري بين الجيشين العراقي والسوري، والذي أدى الى تحرير منطقتي القائم والبوكمال على الحدود بين البلدين، هذا عسكرياً. أما سياسياً فقد حافظ العراق على علاقاتٍ مميزة مع الجمهورية الإسلامية على عكس ما تريده الرياض، التي تسعى الى تطبيق الإستراتيجية الأميركية في عزل طهران، في وقتٍ بدأ العراق ينافس السعودية إقتصادياً في الأسواق العالمية، عبر النفط. وهو ما أكدته بيانات “كليبر داتا” للأبحاث، التي أظهرت أن واردات الولايات المتحدة من الخام العراقي ارتفعت بنحو 41 بالمئة عن العام الماضي، خلال الأشهر الماضية بينما هبطت الشحنات من السعودية الى 22 بالمئة.