أخبار عاجلة
أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يستعران حرس الشرف في مطار الدوحة

لقاء ثالث بين أمير قطر وأردوغان: علاقة تنمو على إثر الإخفاقات السعودية

تميز فريد تحظى به قطر بين الدول الخليجية في علاقتها مع تركيا التي زارها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان 15 مرة، منذ توليه الرئاسة، موسعاً التعاون الثنائي الذي لا يلقى استحسان بعض من في الجوار.

تقرير هبة العبدالله

لقاء هو الثالث بين أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني والرئيس التركي رجب طيب إردوغان في غضون 9 أشهر والثاني منذ بداية الأزمة الخليجية، يعطي دفعة قوية للعلاقات بين الدوحة وأنقرة ويكرس الأخيرة في موقع الحليف القوي بالنسبة للإمارة الخليجية.

فتركيا التي تجهد لحجز مقعد مهم وثابت لها على الساحتين العربية والداخلية وسط تصاعد التوتر واحتدام المواجهة بين السعودية وإيران من جهة وبين دول المقاطعة وقطر من جهة ثانية، لا تتردد في إظهار مساعيها لتطوير علاقات ديبلوماسية وتجارية وعسكرية مع القطريين من دون أن يحرج من السعودية والإمارات والبحرين.

فور اندلاع الأزمة الخليجية، اصطفت تركيا سريعاً إلى جانب قطر. ومع التهويل السعودي بترتيب ضربة عسكرية لقطر، قدمت أنقرة نفسها كضامن لأمن الدوحة بعدما وافق برلمانها سريعاً على نشر مزيد من القوات التركية على الأراضي القطرية.

يستفيد الرئيس التركي من الأزمات الخليجية مع قطر للتمدد في المنطقة وتمتين دور بلاده. أسفرت أزمة سحب السفراء عام 2014 عن إبرام اتفاقية تعاون عسكري وإنشاء “قاعدة الريان” العسكرية والتي تمنح تركيا وجوداً عسكرياً مباشراً هناك. وبعد الأزمة الأخيرة بأقل من 48 ساعة، قدمت تركيا إجراءات دعم متسارعة لحلفائها في قطر لا تنفصل عن كونها رد جميل لمواقف الدوحة السياسية والإعلامية الثابتة إلى جانب أنقرة لا سيما ليلة الانقلاب.

رسائل الدعم السياسية والعسكرية المتبادلة هذه لا ينقصها توضيح بأن تركيا لن تترك قطر وحدها كما قال الرئيس التركي وأن بلاده لن تسمح لفرض العزلة على قطر كما صرح رئيس لجنة الصداقة القطرية في البرلمان التركي ياسين أقطاي.

إذن، هي رسائل شديدة الوضوح لا تعجب من يراقبون من مكان ليس ببعيد كالمملكة السعودية والإمارات المتحدة المتخوفتين من الوجود العسكري التركي في الخليج، وخصوصاً على أراضي قطر، التي لم تركز يوماً في عيونها في موقع الصديق والجار والحليف بل ينظر إليها بعين التنافس والخصومة.

لكن تميز العلاقة مع قطر في جزء من وجهة النظر التركية يشوبها قليل من الحساسية لجهة الحفاظ على علاقة متوازنة مع دول إقليمية رئيسة كالسعودية، ما يفسر تعويض غياب عنوان الوساطة في زيارة الرئيس التركي لقطر بزيارة الكويت، كمحطة أولى قبل الدوحة يواصل فيها الرئيس التركي ما تبدو جهوداً متعثرة لحل الأزمة.