تستغل السعودية الدين الإسلامي لتنفيذ سياساتها التخريبية حول العالم، ولا تزال مساهماتها في دعم الارهاب العالمي تتكشف يوماً بعد آخر.
تقرير رامي الخليل
تجهد السعودية لزرع خلاياها المتطرفة في كل دولة تدخلها بنفوذ البترودولار، وفي ظل مساعي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لنفي تهمة دعم التطرف عن الرياض في المحافل الدولية، إلا أنه لا يزال عاجزاً عن إخفاء سجل المملكة الأسود، وهي التي لم تتأخر عن دعم الجماعات المسلحة لتنفيذ أجنداتها العابرة للحدود، فضلاً عن استغلال تلك الجماعات كورقة ضغط تبتز فيها الحكومات الحليفة.
سلَّط الباحث في “معهد العلوم السياسية” في باريس وفي معهد “كينغز كوليدج” في لندن، كريستوف جافريلو، الضوء على دعم الرياض لجماعة “عسكر طيبة” أو “لِشكر طيبة” الباكستانية المصنفة إرهابية منذ عام 2001، وهي المنظمة التي نفذت هجوم مومباي في عام 2008 ذهب ضحيته قرابة 195 شخصاً.
ذكر جافريلو، في مقتطفات من كتاب عن “الروابط الاسلامية في جنوب آسيا والخليج”، أن الممول الرئيس لجماعة “عسكر طيبة” منذ نشأتها في عام 1987 كان السعودي محمود محمد أحمد بهزيق، وقد تولى أنشطة جمع التبرعات للجماعة من منظمات ورجال أعمال سعوديين. كذلك، تم ذكر اسم السعودي محمد أشرف، وقد شغل منصب رئيس قسم المالية للمنظمة منذ عام 2003، وكان له دور بارز في تأمين المزيد من مصادر الدعم المالي.
واستشهد الباحث الفرنسي بمراسلات وزيرة الخارجية الأميركية الاسبق هيلاري كلينتون المسربة في عام 2009، وقد جاء فيها أن “الجهات المانحة في السعودية تشكل أهم مصدر للتمويل للجماعات الإرهابية السنية في جميع أنحاء العالم”.
أكد جافريلو أن السعودية “تستغل تلك الجماعات في إطار حروبها بالوكالة”، وهو ضرب مثلاً حرب النفوذ القائمة مع ايران، حيث تدفع المملكة بجماعات باكستانية مسلحة مناهِضة لإسلام أباد بهدف تنفيذ هجمات ضد إيران انطلاقاً من الاراضي الباكستانية، وهي ممارسات تتهدد السلام والاستقرار القائم بين الدولتين الجارتين.
وتدعم السعودية أيضاَ جماعات مثل “عسكر جنجوي”، وهي واحدة من الجماعات المسلحة الأكثر عنفاً، والتي حاول الجيش الباكستاني القضاء عليها بسبب أعمالها الإرهابية المعادية للطائفة الشيعية في باكستان، كما أنها لا تتوانى عن توظيف تلك الجماعات المتطرفة للضغط على الحكومة الباكستانية عندما تقاوم الأوامر السعودية.