شكل تحرير مدينة البوكمال الحدودية انتصاراً رمزياً لكونها من أولى المدن التي سيطر عليها “داعش”، ولاتخاذها معبراً لعبور الارهابيين، ولأنه بتحريرها انتهت دولة “داعش”.
تقرير حسن عواد
مع تحرير مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية، يمكن للتاريخ أن يسجل نهاية ما تسمى “دولة داعش”.
فبعد سيطرة الجيش السوري حلفائه على المدينة وتحقيق نصر كبير على مسلحي “داعش” الارهابي، لم يتبق للتنظيم أي أرضية عسكرية وأمنية وغرفة عمليات أساسية، وبدأ يلفظ انفاسه الأخيرة.
جاء الإعلان، الثاني للتوالي خلال 10 أيام، عن تحرير المدينة، ليثبّت طرد التنظيم من آخر المدن التي يسيطر عليها في سوريا، بعدما خسر بلدة راوه، آخر معاقله في العراق. يحمل هذا النصر رمزية كبيرة لكونها أولى المدن التي سيطر عليها التنظيم، وشكلت معبراً لدخول المسلحين الإرهابيين إلى الاراضي السورية، ليتفرقوا على خريطة الفصائل الارهابية التي أذكت نار الحرب.
ويأتي حضور حلفاء دمشق، من إيران والعراق، الكبير في المعركة، ليعزز من بعدها الاستراتيجي، خاصة أن جهوداً كبيرة بذلتها واشنطن وغيرها لمنع هذه اللحظة من التحقق. وهي جهود لم تتوقف حتى الآن، حيث أقدمت المروحيات الأميركية على انتشال قيادات من “داعش” من ساحات المعركة في البوكمال.
تحضر الخطط الأميركية لخنق الإنجاز الميداني على نار هادئة. ويبقى الخطر بإعادة إنتاج “داعش” أميركياً بأسماء جديدة لأداء المهمات التي كانت تقوم بها دولة الخرافة.
في المقابل، قطع الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله الطريق على الإدارة الأميركية، مؤكداً أن الانتصارات مستمرة، وليس آخرها مدينة البوكمال.