اصطدم بيان وزراء الخارجية العرب ضد “حزب الله” بالموقف اللبناني الرسمي، وبعد تحفظ لبنان على البيان، وصل وفد جامعة الدول العربية إلى بيروت.
تقرير رامي الخليل
خرج المسؤولون اللبنانيون بموقف موحد جديد من بيان وزراء خارجية جامعة الدول العربية، فرفضوا تحميل لبنان مسؤولية الصراعات العربية أو الإقليمية، واستنكروا وصف شريحة كبيرة من الشعب اللبناني بأنها إرهابية لقتالها إسرائيل اولاً، والمجموعات الارهابية ثانياً.
الرئيس ميشال عون كان حاسماً حيال اتهامات بيان وزراء الخارجية العرب لـ”حزب الله” بالإرهاب، وخلال استقباله الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أكد أن لبنان قاتل إسرائيل وهزمها، ومن حق اللبنانيين أن يقاوموا كيان الاحتلال بكل الوسائل المتاحة، مشدداً على أن لبنان لم يعتدِ على أحد.
تقاطع موقف عون مع ما كان أعلنه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري تعليقاً على قرار الجامعة العربية ضد المقاومة في لبنان، وفي أسلوب لا يخلو من التهكم، جاء على صفحته على موقع “فايسبوك” قوله: “شكراً وعذراً..الشكر لله. وعذراً أننا في لبنان قاتلنا إسرائيل”.
وجاءت مواقف الرئاستين الأولى والثانية بخلاف ما يهوى ابو الغيط، فوجد أن محاولات زرع الخلافات بين اللبنانيين لن تكون يسيرة، وفي سبيل تبرير بيان وزراء الخارجية العرب، زعم أن لا أحد يرغب الإضرار بلبنان، وأن الدول العربية تتفهم وتراعي لبنان وهي تريد تجنيبه أي خلافات إقليمية.
أما الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، وفي كلمة للوقوف على آخر المستجدات في المنطقة، فتعاطى مع البيان وكأنه لم يكن. وتقاطعت هذه التطورات مع تسريبات أفادت بأن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري مهتم بأن تستمر مساعدة عون و”حزب الله” له للتخلص من العقاب السعودي بحقه، خاصة وأن لا عون ولا “حزب الله” مستعدان لتقديم تنازلات لإرضاء السعودية على حساب استقرار لبنان وقوته.
يتوقع الحريري من عون أن يقود طاولة حوار من شأنها أن تعيد ترميم التسوية السياسية مع بقية الأفرقاء، وهو بدا ممتناً لحالة الالتفاف الوطني التي واكبت استقالته الملتبسة في الرياض، باعتبار أنها تصب في خانة تصميم اللبنانيين على الاستقرار.