يتعرض الأمراء المعتقلون للتعذيب والإهانة خلال التحقيق معهم وهي عمليات يتولاها عناصر من شركة “بلاك ووتر” الأميركية، بعدما قرر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان فصل هذه المهمة عن الضباط السعوديين.
تقرير هبة العبدالله
قد يكون اسم فندق “ريتز كارلتون” الترف الوحيد الذي صاحب الأمراء السعوديين ورجال الأعمل المليارديرات منذ اعتقالهم في 4 نوفمبر / تشرين الثاني 2017 بعد انتزاع سلطتهم ومكانتهم. تقول معلومات صحافية إن الأمراء المتهمين بالتورط في قضايا فساد واستغلال نفوذ يتعرضون لعمليات تعذيب خلال استجوابهم داخل الفندق الفاخر.
ونقلت صحيفة “دايلي مايل” البريطانية عن مصدر مسؤول في الدولة السعودية قوله إن عناصر من شركة “بلاك ووتر” الأميركية يتولون عملية استجواب الموقوفين، وأن عمليات التحقيق تشمل التعليق من الأرجل والضرب والصفع والإهانة.
وبحسب المصدر ذاته، فإن الملياردير الأمير الوليد بن طلال من بين الأمراء الذين تعرضوا للتعذيب والتعليق من أرجلهم وهو يستجوب كالمجرمين.
ويتحدث المصدر المسؤول في الدولة، كما تصفه الصحيفة البريطانية، عن كيفية اعتقال الوليد بن طلال الذي استدعاه ولي العهد ليلة 5 نوفمبر / تشرين الثاني للاجتماع في “قصر اليمامة”، ثم أرسل ضباطاً من الحرس الملكي الخاص به لاعتقاله في الليلة السابقة للاجتماع، وأن هؤلاء جروا الوليد من غرفة نومه الخاصة بلباس النوم مكبل اليدين بعدما هاجموا فندقه كالعاصفة ونزعوا سلاح جميع حراسه.
ونقلت “دايلي مايل” عن المصدر المذكور قوله إن عمليات الاعتقال تلتها استجوابات تولى مهمتها عناصر من “بلاك ووتر” تم جلبهم للعمل مع ولي العهد، وهم يهينون الأمراء الموقوفين ويريدون كسر إرادتهم. وكشف المصدر أن المحتجزين تم تعليقهم رأسا على عقب، وأُبلغوا أنه تم الإعلان عن توجيه الاتهامات إليهم، وأن العالم كله “صار يعلم بها”.
تحمل “بلاك ووتر”، الشركة الأمنية الأميركية الخاصة، حالياً اسم “أكاديمي” وتنفي وجودها في السعودية أو تورطها بعمليات التعذيب في “ريتز كارلتون”، لكن مصدر “دايلي مايل” يؤكد أن ولي العهد تجاوز قوات الأمن العادية في احتجاز الأمراء وباقي الأثرياء.
لا يريد ابن سلمان ضباطاً سعوديين داخل الفندق للتعامل مع المحتجزين الذين أدوا لهم التحية طيلة حياتهم، ولذلك استبدل حراس هذه المهمة برجال أمن خاص، في حين يقتصر الحضور السعودي في هذه العملية على تطويق الفندق من قبل العربات المدرعة للقوات السعودية الخاصة.
ووفقا لمعلومات المصدر، فإن ابن سلمان يتولى بنفسه بعض عمليات الاستجواب المتعلقة بقضايا تهمه، ويوجه أسئلته بلطف خلال الاستجواب، ويترك مهمة تعنيف الموقوفين وإهانتهم لرجال أمن “بلاك ووتر” بعد مغادرته الغرفة.