تترجم الانتكاسة السعودية بتراجع رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، عن استقالته، بمواقف إيجابية من الأخير، وسط ترحيبٍ من “حزب الله”.
تقرير عباس الزين
لم الحريري، في 4 مناسباتٍ تكلم بها، منذ وصوله إلى العاصمة اللبنانية بيروت، على ذكر السعودية، ما يشي أن الأخير استعادَ حريته الجسدية والسياسية، لا سيما بعد تراجعه عن الاستقالة، التي قدمها من الرياض مرغماً.
بعد مشاركته في احتفالات عيد الاستقلال، ولقائه رئيس الجمهورية ميشال عون، وخطابه أمام جمهوره المحتفل بعودته، فاجأ الحريري حضور مؤتمر مصرفي انطلقت أعماله في بيروت، يوم الخميس 23 نوفمبر / تشرين الثاني 2017، بزيارة غير مرتب لها في أجندة الفعالية، إذ دعا إلى تكاتف الشعب اللبناني من الأحزاب والأطياف كافة للوقوف بوجه المخاطر التي تواجه البلاد.
واعتبرت كتلة “الوفاء للمقاومة” النيابية التابعة لـ”حزب الله” عودة الحريري إلى لبنان والتصريحات الإيجابية التي صدرت عنه مؤشر على إمكانية عودة الأمور إلى طبيعتها. وأعربت الكتلة، في بيان، عقب اجتماعها الأسبوعي، عن اعتزازها بإدارة الرئيس اللبناني المميزة للأزمة الحكومية بمؤازرة وتضامن رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وفيما أدانت الكتلة الخطاب العشوائي والتحريضي الذي استعملته بعض دول الخليج لتشويه وجه المقاومة، يشير متابعون إلى أن الحريري قَرّر احترام الصّفقة السياسيّة مع “حزب الله” و”التيّار الوطني الحُر” التي أعادته إلى رئاسة الوزراء، في عام 2016.
الحوار والتشاور هما سمة المرحلة المقبلة داخلياً. وبذلك، تعود الملفات الخلافية لتناقش على الطاولة وهو الطريق الأنسب، بحسب متابعين، للبحث عن حلول لها تكون مرضية لجميع الأطراف وفقاً لمقتضيات المصلحة الوطنية، لا مصالح بعض الدول الإقليمية والغربية.
تعتبر صحيفة “نيويورك تايمز” أن تراجع الحريري عن استقالته انتكاسة للسعودية، بعد محاولتها الفاشلة لعزل “حزب الله” من خلال عرقلة مسار الحكومة التي يشارك فيها مع الحريري. ويرى مراقبون أنّ الأسلوب الدبلوماسي الذي اتّبعه الحريري بـ”التريّث في استقالته” كان من ترتيب الرئيسين عون وبري اللذان لا يريدان التصعيد وإحراج الحريري، إذ أن الأخير لا يريد الخروج بشكلٍ صادم من المغامرة السعودية الخاسرة.