أخبار عاجلة

مذبحة سيناء تهدف لتحويل المواجهة بإتجاه طائفي من قبل الإرهابيين

تطوّر نوعي جديد للعمليات الإرهابية شهدته سيناء، يوم الجمعة، تمثل بإستهداف مسجد للمصلّين في قرية الروضة، ذات الغالبية الصوفية، موقعةً مذبحةً، هي الأعنف في تاريخ المواجهة بين الدولة المصرية والجماعات الإرهابية.

تقرير: ابراهيم شعيب

إرهاب، ترويع، قَتل للأبرياء، وزَعزعة استقرار مِصر، مُؤامرةٌ دوليّةُ لتَفجيرها من الدّاخل، والزّج بِها في حُروبِ استنزافٍ تستمر لسنواتٍ، إن لم يَكُن لعُقود.

الهجوم هو أول عملية إرهابية في تاريخ مصر، تستهدف مصلين في أحد المساجد، فبرغم الفكر المتشدد الذي يكفر المسلمين غير المؤيدين للأفكار المتشددة، إلا أن مصر لم تشهد أي عمليات تستهدف مصلين مسلمين.

الجماعات التكفيرية كانت تستهدف عادة نقاطاً عسكرية وأمنية، أو أفراداً من قبائل وعائلات تعاونت مع الشرطة والجيش في إمدادهم بمعلومات أو تحركات غير طبيعية قبل تنفيذ أي عمليات، أحد هذه الجماعات يُعرف باسم ولاية سيناء، وهي مجموعة أعلنت ولائها لتنظيم داعش، وتمكنت من إلهام مجموعات مسلحة أخرى في المنطقة.

ويبدو أن الجماعات التكفيرية راغبةٌ في تحويل المواجهة باتجاه طائفي، وهو ما يمكن استنتاجه من الطبيعة الديموغرافية للقرية المستهدفة، والتي يغلب عليها الطابع الصوفي، وما يعنيه ذلك من مسعى لتكرار تجارب الهجمات الطائفية، وربما التحريض على مثيلات لها في مناطق مصرية أخرى.

وتُشكل الطبيعة الجغرافية لشبه الجزيرة أرضا خصبة في حسابات هذه المجموعات المتطرفة، حيث الصحراء الواسعة التي تمتد في الشمال والجبال الوعرة والكهوف والممرات المعزولة الممتدة في المناطق الجنوبية.

جريمة مكررة في الأساليب الهادفة إلى إيقاع أكبر عدد ممكن من القتلى، لكنها غير مسبوقة في حصيلة ضحاياها، والصوفيون هدف قديم على لائحة ضحايا الإرهاب في مصر، في نسخته الأحدث، إلى جانب كل مكوّنات الشعب المصري، من مختلف الديانات والمذاهب.