فيما ينتقد الإعلام الغربي موجة التدمير المنتهج من قبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، يبرز الدور المغاير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية التي تشيد بدور بن سلمان متزعمة دور المساند، ليتضح دورها المتلازم للسلطة في المملكة، والذي تنعكس عليه طبيعة العلاقات بين واشنطن والرياض.
تقرير: سناء ابراهيم
لا يبدو أن موجة التغييرات المتشظية على أيدي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بهدف الاستيلاء على السلطة تتم من دون ترويج إعلامي، يبدأ من باب الغرب قبل الداخل، لمواجهة الانتقادات المتلاحقة للاجراءات التي وصفت بالمتهورة، واستهدفت كافة دوائر القرار وانقضت على الهيكل التأسيسي للسعودية من أجل تعبيد الطريق لاستيلاء بن سلمان على مفاصل الحكم، ولعل ما جاء على صفحات صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية مترافقاً مع الخطوات السلمانية، بشكل داعم لها، يعرب عن تطبيل إعلامي، غير منطقي، وهو ما اعتادته أكبر الصحف الاميركية في واشنطن مع سياسة آل سعود.
هنا، تبرز “نيويورك تايمز” الاميركية وخاصة مع المقابلة الاخيرة التي أجراها الكاتب الأمريكي الشهير، توماس فريدمان، حيث منح مراتب المجد والاصلاح لمحمد بن سلمان، وفق تعبيره، معتبراً أن الاجراءات المتخذة توضع في قالب الاصلاح، متناسيا تفاقم العجز والخسائر الاقتصادية وارتفاع معدل البطالة وزيادة الضرائب، والنيل من حقوق المواطنين.
صورة تأتي مخالفة لانتقادات الاجراءات المتخذة من محمد بن سلمان منذ انطلاقة إستلامه للمنصب، والتي تصفها الصحافة الغربية بأنها متهورة وغير مسؤولة. وعلى وجه الخصوص حملة الاعتقالات التي طالت عشرات الأمراء ورجال الأعمال والتي تهدف استيلاء بن سلمان على أموالهم مقابل مقايضتهم على حريتهم.
الصحيفة الأكبر في أميركا، وذات النفوذ البارز، لا يبدو وقوفها الى جانب بن سلمان لتبرير إجراءاته خارج سياق النهج المتبع للصحيفة في التملّق لآل سعود. لنيويورك تايمز باع طويل في الترويج لسياسات الرياض والإشادة بها وتقديمها على أنها ثورة وإصلاح لتغيير الواقع، فيما حقيقتها تبرز دور الفرد في التحكم بكافة مفاصل الحكم.
يرى متابعون أن العلاقات الأميركية السعودية، وتقرّب بن سلمان من الإدارة الأميركية تنعكس على تعاطي الإعلام معه ومع إجراءاته، لتقدمها أمام العالم من باب الغرب على أنها وجه إصلاحي وليس تدميري.