كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن السعودية قررت البدء بتحقيقات في الملفات المالية لشركة “سعودي أجيه” المملوكة لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، وذلك بعد تخفيض تمويل الحكومة السعودية للشركة في الرياض.
تقرير: سناء ابراهيم
بعد فشل الأزمة التي حاولت افتعالها السعودية في لبنان بإجبار رئيس الحكومة سعد الحريري على الاستقالة، تبرز إلى الواجهة من جديد معضلة “سعودي أوجيه”، والمشكلات المتلاحقة للشركة الممولة من الرياض، خاصة مع الكشف عن توقف “سعودي أوجيه” المملوكة بالكامل لأسرة الحريري للإنشاءات في الرياض، بعد أن خفضت المملكة الإنفاق على مشاريع البناء الفخمة.
وبحسب تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، فإن “سعودي أوجيه” الرياض، التي تعتمد على الحكومة السعودية في تمويل مشاريعها، بدأت تخضع لتحقيقات من قبل سلطات المملكة.
وفي حين تُعد مشكلات “سعودي أوجيه” مقياساً لمدى تأثير الرياض على الحريري، وعلامة على علاقته الآخذة في التداعي مع الحكومة السعودية، وهو التحول الذي له تداعياتٌ على لبنان أيضاً، فقد رأى محللون أن عائلة الحريري قد ساعدت السعودية منذ عقود على التأثير في سياسات لبنان، وذلك بدءاً من رفيق الحريري والد سعد الحريري، الذي أسس “سعودي أوجيه”، وكان رئيساً للحكومة.
وقال هانز باومان، المتخصص في سياسات الشرق الأوسط في جامعة ليفربول، الذي كتب سيرةً ذاتية عن حياة رفيق الحريري: “لم يكتسب السعوديون نفوذاً داخل المجتمع السني فحسب، بل نفوذاً في توجيه البلاد أيضاً”.
بدأت أزمة “سعودي أوجيه” قبل ثلاثة أعوام، وفق ما أكد مصرفيون، حين بدأت المملكة في التعامل مع تأثير انخفاض أسعار النفط على الموارد المالية العامة. وبحسب “وول ستريت جورنال”، فقد قاد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مساعي تقليص الإنفاق على مشاريع البناء التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، والتي تشكّل ركيزة أعمال “سعودي أوجيه” بشكل أساس، ما تسبب وقوعها بعجز مالي إنعكس بالتوقف عن دفع الرواتب للموظفين ابتداءً من عام 2015، حيث ترك آلاف العمال المهاجرين عملهم وعادوا إلى ديارهم. كما تقلّصت القوة العاملة في الشركة، والتي كانت تصل إلى 50 ألف شخص،لتصل إلى الصفر في نهاية يوليو / تموز 2017.
وأشارت “وول ستريت جورنال” إلى أن “سعودي أوجيه” كانت لها مشاريع كبرى في المملكة كفندق “ريتز كارلتون” في الرياض، الذي أصبح اليوم أشبه بمعتقل من فئة “5 نجوم”، يقبع فيه معظم الأمراء والوزراء والأقطاب الأثرياء بدعوى حملة ابن سلمان على الفساد.