كشفت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية عن أن الأمراء ورجال الأعمال السعوديين الذين اعتقلوا مؤخراً يتعرضون للتحقيق من قبل محققين اجانب، حيث لا تأخذ مفاوضات تسوية المال مقابل الحرية سوق دقائق قليلة.
تقرير: حسن عواد
ما يجري في فندق “ريتز كارلتون” أشبه بسيناريوات الأفلام البوليسية. اعتداءات ومحاولات انتحار لأمراء سعوديين احتجزوا في ما تسمى “حملة مكافحة الفساد”. وثائق الفساد على الطاولة، بحضور محققين أجانب ومفاوضات التسوية لا تأخذ دقائق. هي أبرز المشاهد التي نقلتها صحيفة “فيننشال تايمز” البريطانية في تحقيق لها.
وأكد مصدران مطلعان للصحيفة أن الأمراء ورجال الأعمال السعوديين بدأوا تسليم أموال وأصول للحكومة مقابل حريتهم، وأن الأخيرة تسلّمت بالفعل مليارات الدولارات، إذ يسعى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى استعادة نحو 100 مليار دولار على الأقل من هذه الحملة.
وأوضحت الصحيفة أن مفاوضات تجري داخل الفندق حول تسويات يمكن للمحتجزين بموجبها تأمين إطلاق سراحهم، إذا سلَّموا أصولا وأموالا تصل في بعض الحالات إلى 70 في المئة من ممتلكاتهم.
ولهذا الأمر، استقدم ابن سلمان محققين غربيين للعمل مع مسؤولي وزارة المالية للتدقيق في رزم من الوثائق لتحديد حجم الفساد المزعوم ومقدار الغرامة التي يجب أن يدفعها كل محتجز.
ويركز المحققون جهودهم على الودائع الموجودة لدى البنوك وشركات إدارة الأصول. وذكر مصرفيون في الرياض للصحيفة أنه طُلب منهم البقاء في مكاتبهم لساعات انتظاراً لوصول المراقبين من أجل فحص الحسابات، إضافة إلى مصرفيين أجانب استُقدموا أيضاً للمشاركة في التحقيقات.
وأشار مستشار أحد المشتبه في “فساده” إلى إن المحققين يضعون الوثائق على الطاولة، ويقولون للأمير أو رجل الأعمال: “هذا الدليل ضدك”، ويضيفون إنَّ “تسوية ذلك ستستغرق سنوات، أو يمكنك إعادته فحسب وسينتهي الأمر”.
لا تزال الكوميديا السوداء حاضرة داخل الفندق ذي الخمس نجوم، وسط معلومات عن اعتداءات ومحاولات انتحار من جانب معتقلين. وكان موقع “ميدل إيست آي” الإلكتروني قد نقل عن مصادر طبية أن 6 من الأمراء المقبوض عليهم، ومن بينهم الأمير متعب بن عبد الله، قد نقلوا إلى المستشفيات.
وكان ابن سلمان قد أعلن مؤخراً لصحيفة “نيويورك تايمز” أن الغالبية العظمى من حوالي 200 معتقل يخضع للتحقيق يوافقون على تسويات يسلمون بموجبها أموالاً وأصولاً إلى الحكومة، وفي المقابل يُطلق سراحهم.