عناصر من "قوات سوريا الديمقراطية" في مدينة جرابلس في محافظة حلب (صورة من الأرشيف)

“قوات سوريا الديمقراطية” تغازل دمشق بعد خيانة واشنطن لها

تقرير محمد البدري

نبأ نت ـ بعد يومين من الإتصال الهاتفي بين الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، ونظيره الأميركي دونالد ترامب، والذي لمّح فيه الأخير إلى أن إدارته تعتزم وقف إرسال الأسلحة مباشرة إلى المليشيات الكردية، خرج الرئيس المشترك لـ”مجلس سوريا الديمقراطيّة” التابع لـ”قوات سوريا الديمقراطية”، والذي تشكل القوات الكردية عموده الفقري، رياض درار، ليشير إلى أنه “عندما تتحقق التسوية السورية ستنضم “قسد” إلى الجيش السوري الذي سيتكفل بتسليحها”، وفق ما أوردت شبكة “رووداو” الإعلامية.

قطع درار، في تصريحاته، الطريق على أي محاولة تركية لتشريع أي هجومٍ من قبل أنقرة على القوات الكردية، لا سيما بعد موقف أردوغان الأخير بأنه لا يستبعد إمكانية التحاور مستقبلًا مع دمشق لمكافحة الوحدات الكردية.

ما بين إتصال ترامب إردوغان وما أعلنه درار، بدأت تظهر شرارةُ حرب تركية – كردية، فمع تقلُّص مساحات نفوذ “داعش” في سوريا، وبالأخص بعد فقدان سيطرته على الرَّقة والبوكمال، بدأت خطوط التماس بين القوات الكردية والمجموعات الحليفة لتركيا تظهر بوضوح، لا سيما في منطقة عفرين.

وكان وزير الدفاع التركي، نور الدين جانيكلي، قد تحدث عن “وجود خطر حقيقي” في منطقة عفرين السورية شمال حلب، في إشارةٍ إلى الوحدات الكردية المنتشرة هناك، الأمر الذي شدد عليه إردوغان أيضاً، معتبراً أنه من الضروري تطهير عفرين من تلك الوحدات، حيث صاحب التصريحات التركية تعزيزات عسكرية وأمنية حول عفرين، منذ مطلع شهر أكتوبر / تشرين الأول 2017.

وفيما تُبدي القيادات الكردية استعدادها للدفاع عن عفرين، فإن انشقاق المتحدث باسم “قوات سوريا الديمقراطية” العميد طلال سلو، وانتقاله إلى تركيا بتنسيق من الاستخبارات التركية، شكل ضربة للوحدات الكردية ووسيلة ضغط عليها، لما يمتلكه الرجل من معلومات أمنية وعسكرية عن القوات الكردية المتمركزة بالقرب من الحدود، وطبيعة الدعم الأميركي لتلك الوحدات، والأهداف الاستراتيجية لذلك الدعم، في وقتٍ لا يستبعد فيه أكراد سوريا أن يكونوا الضحية المقبلة لخيانة إدارة ترامب، في إشارةٍ إلى التخلي الأميركي عن أكراد العراق، مع عدم وجود أي أفق ساسي أو عسكري للدعم الذي تقدمه واشنطن للقوات الكردية.