تقرير بتول عبدون
تصعيد جديد بدأه وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في ملف الأزمة الخليجية، إذ اتهم السعودية بـ”ممارسة البلطجة على البلدان الصغيرة، مستغلة فائض القوة الذي تمتلكه لتنفيذ إراداتها وسياساتها”.
فقد نشرت صحيفة “إندبندنت” البريطانية تقريراً تضمن نقاشاً دار مع الوزير القطري، الذي اعتبر أن السعودية “تشن حملة تخويف تهدد استقرار الشرق الأوسط”، متهماً الرياض بـ”التسلط على جيرانها والمخاطرة بالتسبب في أزمات ديبلوماسية مستمرة”، ضارباً مثلاً ما حصل مع بلاده ولبنان، حيث “الحال واحد”.
رأى آل ثاني أن الحصار السعودي الإماراتي البحريني على قطر أدى إلى “انهيار منظومة مجلس التعاون الخليجي بشكل مؤقت”، حيث إن القمة المقررة في شهر ديسمبر / كانون الأول 2017 ما زالت مجهولة المصير، على الرغم من التلميحات الكويتية إلى أنها ستعقد بحضور قطر.
وسلط الوزير القطري الضوء أيضاً على الحرب التي تشنها السعودية على اليمن، وما تسببت به من كارثة إنسانية، وحذر من أن تشهد الأمور “تطورات دراماتيكية تتسبب بمواجهة مباشرة بين السعودية وإيران، من شأنها أن تنتج المزيد من الأزمات في المنطقة”.
اتهامات السعودية ودول المقاطعة لقطر بأنها “تدعم جماعات إرهابية” كانت حاضرة أيضاً في كلام الوزير القطري، فأوضح أن “بعض الدول تستخدم الإرهاب كمبرر للإساءة لقطر، خاصة وهي ترى أن هذه الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تحصل من خلالها على التعاطف”.
قارن آل ثاني بين موقف بلاده وسياسات دول المقاطعة، فأكد أنه “على الرغم من الحصار المفروض على بلاده من قبل السعودية والإمارات فإن الدوحة لم تقطع إمدادات الغاز عنهما”، لافتاً الانتباه إلى أن الدوحة “لن تستخدم النهج نفسه الذي استخدمته هذه الدول ضدها”.
وحول قائمة المطالب الـ13 التي تقدمت بها دول المقاطعة من قطر، أعاد الوزير القطري التشديد على أن هذه المطالب “من المستحيل الوفاء بها لأنها تهدف إلى إخضاع قطر”، مؤكداً أن بلاده “نجحت بتخطي أهداف المقاطعة التي كانت قد تسببت بوقف 90 في المئة من الإمدادات الحياتية للشعب القطري”.