تقرير حسن عواد
رفض وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ما جاء على لسان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي أيزنكوت لموقع “إيلاف” الإلكتروني السعودي بأن العلاقات مع السعودية جيدة، مؤكداً أن المملكة ترفض إقامة علاقات مباشرة مع تل ابيب، قبل موافقة الأخيرة على مبادرة السلام العربية.
يفهم من كلام الجبير ضمناً أن هناك علاقات ولكنها ستبقى دونما إشهار طالما أن حكومة الاحتلال لم ترض بمبادرة السلام العربية، ولكن العمل من وراء الستار مستمر وسوف يستمر.
قبل عامين تقريباً، أشار المحلل العسكري الإسرائيلي ألون بن دافيد إلى أن مسؤولاً رفيع المستوى جداً في المخابرات السعودية يزور فلسطين المحتلة بشكل دوري، ويجتمع بكبار المسؤولين الأمنيين، مضيفا أن السعودية تريد أن تبقى عشيقة سرية لإسرائيل، من دون عقد زواج رسمي.
وهذا ما قصده، عملياً، الجبير ومسؤولون سعوديون غيره بأن العلاقة بين الرياض وتل أبيب ستبقى غير مباشرة أي سرية. تكمن مصلحة حكومة الاحتلال وعلى رأسها بنيامين نتنياهو في أن الإشهار بات أفضل لأنه يفتح الباب أمام باقي الدول العربية، على غرار البحرين والإمارات باتباع خطوات المملكة، وهنا يكمن الخلاف في الرأي بين الطرفين.
يساعد الإشهار كذلك على إعلان بدء الحلف المزعوم السني الإسرائيلي ضد إيران و”حزب الله”، ويهمش القضية الفلسطينية، ويلقي بها في غياهب النسيان. وبهذا، يكون نتنياهو قد حقق ما سبق وحققه مناحيم بيغين وعمير بيرس إاسحاق رابين الذين أجبروا مصر والأردن على التطبيع، وأوصلوا الفلسطينيين إلى حالة التنسيق الأمني مع الاحتلال.
لكن بالنسبة إلى الرياض، فإن الوضع الداخلي متوتر، وقد يزيد التطبيع الأمر تعقيداً ويعطي المعارضين لتولي محمد بن سلمان العرش سلاحاً مضاداً لمبايعته، عدا عن موقف الجماهير العربية والإسلامية الواسعة المتضامنة مع الفلسطينيين. ولهذه الأسباب، تفضّل السعودية العمل ومواصلة الغرام من وراء الستار على الإشهار.