تقرير محمد البدري
قبيل مغاردرته لبنان متوجهاً إلى إيطاليا، أطلق الرئيس اللبناني، ميشال عون، سلسلة من المواقف تدخل، وفق محللين، في إطار الأزمة اللبنانية – السعودية، التي ما زالت مفاعيلها مستمرة، إنما هذه المرة من بوابة اتهام الرياض لـ”حزب الله” بأنه “تنظيمٌ إرهابي”.
ربط عون وجود “حزب الله” في سوريا والعراق بانتهاء محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي، موضحاً، في تصريح لصحيفة “لا ستامبا” الإيطالية، بأن التنسيق بين لبنان وسوريا سمح بالقضاء على وجود التنظيم على جانبي الحدود بين البلدين. ولفت عون الانتباه، عون في ردٍّ على سؤالٍ حول موقفه من “حزب الله”، الى أن الأخير حارب إرهابيي “داعش” في لبنان وخارجه، موضحاً أنه عندما تنتهي الحرب ضد الإرهاب سيعود مقاتلو الحزب إلى البلاد.
وفيما يتصدر “حزب الله” المواجهة ضد الإرهاب في العالم العربي، تتصاعد وتيرة التآمر بقيادة الرياض ضده، الأمر الذي ظهر في اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير في القاهرة، وهو ما شكّل حالة رفضٍ واسعة في العالم العربي، عبرت عنها النائب في البرلمان التونسي، مباركة البراهمي، التي اعتبرت أن تصنيف “حزب الله” كمنظمة إرهابية “لن يخدم إلا مصالح الكيان الصهيوني”.
ما بين تصريحات الرئيس عون، وموقف البراهيمي، تظهر المخاوف السعودية – الإسرائيلية المشتركة من تنامي قوة “حزب الله” وتصدره مشهد مواجهة الإرهاب. وذكرت وكالة “رويترز” أن الحزب “ظهر كرابح كبير في خضم الاضطرابات التي اجتاحت العالم العربي منذ عام 2011، والتي أطاحت بحكومات عدد من البلدان العربية”.
ونقلت الوكالة عن قائد في ما سمَّته “تحالف إقليمي” تأكيده إن الحزب “اكتسب من خبرة العمل مع الجيش وإدارة منظومة أسلحة عدة في وقت واحد، من سلاح الجو والمدرعات، ومنظومة المعلومات والطائرات من دون طيار إلى اختصاصات الجيوش التقليدية كافة.
“حزب الله”، وفق ما ذكرت “رويترز”، بات الآن “جيشاً نشطاً يجمع بين نظم حرب العصابات ونُظُم قتال الجيوش”.