تقرير محمد البدري
بلقائين منفصلين، بدأ المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، يوم الخميس 30 نوفمبر / تشرين الثاني 2017، لقاءاته المكوكية على هامش مؤتمر “جنيف 8″، مع وفدي الحكومة السورية و”المعارضة”، اللذين يجلس كل منهما في غرفة مختلفة.
وفد الحكومة السورية برئاسة مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، كان قد وصل إلى جنيف، يوم الأربعاء 29 نوفمبر / تشرين الثاني، في حين صرح مصدر مقرب من منظمي المحادثات السورية في جنيف، الخميس، بأنّ وفد الحكومة السورية سيغادر جنيف يوم السبت ديسمبر / كانون الأول، لإجراء مزيد من المشاورات وقد يعود إلى العاصمة السويسرية في الأسبوع المقبل.
أعرب دي ميستورا عن تفاؤله إزاء هذه الجولة من المباحثات ورأى أنها ستكون مختلفة كثيراً عن سابقاتها، معتبراً أن الجولة الثامنة من محادثات جنيف هي الجولة الأولى من “المباحثات الحقيقية”.
وكان دي ميستورا قد أعلن، سابقاً، أن وفد الحكومة السورية لن يشارك في مفاوضات الجولة الثامنة لمباحثات جنيف بسبب البيان الأخير لـ”المعارضة السورية” في الرياض، والذي كان قد وضع شروطاً مُسبقة لاستئناف المباحثات، إذ اعتبر البيان أن الهدف من مباحثات جنيف الجديدة في جولتها الثامنة هو “تشكيل مرحلة انتقال سياسي، وعزل بشار الأسد من السلطة”، وهما شرطان رفضتهما الحكومتان السورية والروسية، ليُصار بعدها الى عقد جلسة في مجلس الأمن حول الأزمة السورية، دعت إلى الجلوس على طاولة الحوار من دون وضع أي شروط مسبقة، الأمر الذي تبعه إعلان من قبل الحكومة السورية بأن وفدها سيحضر الإجتماعات.
وفيما أعلن وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، أن المحادثات حول سوريا في جنيف هي “القاعدة الوحيدة” للتوصل إلى حل سياسي “من دون أي دور لنظام الأسد”، فإن مندوب روسيا الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، ألكسي بورودافكين، لفت الانتباه إلى أن موقف دمشق في مفاوضات جنيف “بنّاء”، معتبراً في الوقت ذاته أن مصير الرئيس الأسد لا يمكن أن يكون مادةً للنقاش، ومشدداً على أن وفد الحكومة السورية لن يناقش مع وفد المعارضة “مسألة رحيل الرئيس الأسد” تحت أي ظروف.