أخبار عاجلة

“اندبندنت”: رشاوى السعودية تكبِّل مجلس العموم البريطاني

أكبر أزمة إنسانية في العالم تتهدد اليمن. البلد الفقير أنهكته الصواريخ السعودية. أبناؤه محاصرون بالمرض والجوع وما زالوا منذ أكثر من عامين ونصف يدفعون ضريبة جيرة المملكة السعودية. والأخيرة تمعن في قتل المدنيين اليمنيين أمام العالم ولا يخجلها جوعهم وضعفهم وعراؤهم.

هبة العبدالله

الرياض ليست وحدها المعنية بالورطة الأخلاقية في اليمن. فلندن شريكتها العسكرية ومورد أسلحتها مسؤولة أيضا عن كارثة الحرب القذرة على اليمن ولا يبدو أن الوضع الإنساني المأساوي الذي سببته الحرب يتقدم سلم أولويات المملكة المتحدة وهي المتواطئة بشكل خطير فيه.

الجلسة لطارئة التي دعا إليها مجلس العموم البرطاني لمناقشة الكارثة الإنسانية الناجمة عن عدوان التحالف السعودي على اليمن لم يحضرها سوى ثلاثين من أصل 650 نائبا. تسللت الرياض إلى قاعة الاجتماع وأفرغتها حتى لا تسمع من بريطانيا أي إدانة للجريمة السعودية في اليمن.

لم يهتز النوب البريطانيون بأغلبيتهم للحصار الذي يمنع إدخال الغذاء للجائعين أو لنفاذ المياه النظيفة في المدن اليمنية أو لمنع شحنات المساعدات الطبية و الأدوية من دخول اليمن. أثمرت جهود اللوبي المؤيد للسعودية في مجلس العموم البريطاني. ضعف الحضور في جلسة البرلمان يفضح الموقف الرسمي البريطاني الداعم والمتواطئ مع السعودية في قتل اليمنيين.

تتحدث المعلومات عن تلقي نواب من حزب المحافظين في البرلمان البريطاني رشى من المملكة السعودية وقد تلقى جهاز مراقبة معايير البرلمان شكوى بهذا الخصوص.

تتحرك بريطانيا على خط الأزمة في اليمن لكن لندن اختارت السكة المالية لا الأخلاقية في الأزمة. ففي أول سنتين من الحرب على اليمن باعت المملكة المتحدة أسلحة بقيمة أربعة مليارات وستمائة مليون جنيه أسترليني ما يعني ارتفاعها 500 بالمائة. صفقة تشبه الرشوة السعودية لبريطاينا لاستبدال حقوق الإنسان بالمليارات.

لم تشتر السعودية صمت الحكومة البريطانية فقط. فالأخيرة تجري أيضا برنامج تدريب للقوات السعودية بما فيه برنامج مساعدة لسلاح الجو السعودي لتحسين قدرته على عمليات الاستهداف. حرص بريطانيا على توخي السعودية الدقة في استهداف المدنيين أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 9 آلاف يمني وجرح 50 ألفا كما ترك التعاون البريطاني السعودي في اليمن 21 مليونا في حاجة ماسة إلى مساعدة إنسانية.