أخبار عاجلة

“واشنطن بوست” تتوقع فشل مخطط ابن سلمان لحكم المملكة

مملكة جديدة بدأت ملامحها بالظهور منذ تقدم ولي العهد محمد بن سلمان إلى واجهة الحكم قبل أكثر من عامين، مملكة يزعم فيها ابن سلمان نيته بناء اقتصاد حديث وتحويل المجتمع المحافظ إلى آخر أكثر عولمة.

تقرير هبة العبدالله

عقد اجتماعي جديد يكتبه ابن سلمان لأبناء المملكة. فهو أضعف مؤسسة المذهب الوهابي، سمح للمرأة السعودية بقيادة السيارة، أنشأ هيئة للترفيه وللمرة الأولى يتحدث الشباب السعودي عما بات وشيكا من مسرح وحفلات غنائية وسينما، أنهى عمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والآن يتحدث بعض المسؤولين عما هو أبعد بكثير عن دولة علمانية في المستقبل البعيد.

يكمن جوهر أزمة التغييرات الاجتماعية في المملكة بكونها حصيلة خطة حكومية تمثل ما يريده محمد بن سلمان للمملكة، من دون أي مشاركة اجتماعية واسعة.

تقول الأستاذة بجامعة ميريلاند الأميركية كالفيرت جونز، إن إعادة صياغة المجتمعات عمل شائك ومخادع نتائجه ليست مضمونة. وتضيف في مقال كتبته لصحيفة واشنطن بوست أن الثورة الاجتماعية لا يمكن أن تحدث بالأوامر من أعلى إلى أسفل فهي بحاجة إلى استثمار كبير وتغييرات عميقة في البشر الذي يراد لهم التغيير.

يرتبط تغيير التوجهات المدنية للمجتمع السعودي بخروج الأزمات الاقتصادية إلى العلن بعد الانخفاض المدوي لأسعار النفط صيف 2014، ما جعل التوجه الاقتصادي جزءا من مشروع التغيير أيضا.

سعي ابن سلمان لإنشاء قطاع خاص منافس وتقليص دور القطاع الحكومي، ترافق مع مشروع تعزيز الحريات الفردية والتوجهات الليبرالية بهدف تشجيع المسؤولية المالية، إلا أن الباحثة جونز لا ترى هذه الاستراتيدجية ناجحة، فالتحرر لا يعني بالضرورة زيادة الإنتاجية.

تلحظ جونز أن المجتمع السعودي محكوم بنظام ريعي يتوقع فيه المواطنون الحصول على وظائف بالحكومة مقابل قبولهم بحكم استبدادي، وأن نسبة كبيرة من الشباب يحتاجون إلى وظائف. هؤلاء يريدهم ابن سلمان أن يغامروا بالبحث عن وظائف في القطاع الخاص أو الاتجاه لإنشاء مشاريعهم الخاصة، ولهذا يتوجب عليه أن يدفعهم للتخلي عن أحد أهم ركائز الحكم، وهو إيمان هؤلاء بالحق في الوظيفة الحكومية.