تقرير هبة العبدالله
اعتبرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن الدبلوماسية السعودية تلقت ضربة جديدة بمقتل الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، بعد يومين فقط من خروجه من تحالفه مع حركة “أنصار الله”، ودعوته اليمنيين إلى الثورة ضدهم.
واعتبر المتخصص في شؤون الشرق الأوسط تسفي بارائيل، في تقرير نضرته الصحيفة، أن سياسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي من المقرر أن يُعيَّن ملكاً قريباً تعاني من ضربة مؤلمة قد تكون الأخيرة، إذ أن السعودية تنحدر بسببه إلى منزلق صعب.
يوضح الكاتب الإسرائيلي أن ابن سلمان الذي أطلق شرارة الحرب وأنفق عليها مليارات الدولارات، خلص إلى أن التكلفة المرتفعة لا تضمن النصر وأن الاعتماد على الرئيس الفار عبدربه منصور هادي لا معنى له. وهو يريد الآن خفض خسائره العسكرية والانسحاب من اليمن مقابل بعض الترتيبات الدبلوماسية.
أوضح التقرير أنه بهروب صالح كانت السعودية والإمارات ستحصلان على رئيس يمني تابع لهم مع جيش موالٍ له يمكنه أن يواجه “أنصار الله”، ولكن الخطة فشلت لأن الحركة كانت على علم بما يتم إعداده، وحاول مسؤولوها حتى آخر لحظة إقناع صالح بأن يبقى شريكاً، من دون أن ينجحوا.
الصحافي الاسرائيلي اعتبر أنه ليس لدى السعودية والإمارات الآن مرشحاً رئاسياً جديراً بالاهتمام، كما ليس لديهما خيارات جيدة في اليمن. فاستمرار الحرب مكلف للغاية اقتصادياً ودبلوماسياً، لكن المفاوضات مع “أنصار الله” تعني الاستسلام والخروج من اليمن، وبالتالي خسارة أي نفوذ فيه.
يلفت التقرير الانتباه إلى أن السعودية فشلت في محاولتها لتغيير النظام في اليمن، وهي تدرك أنها لا تستطيع أن تملي التحركات التي ستوقف إيران و”حزب الله” حتى في لبنان، حيث لها تأثير مباشر وهام. وكان ولي العهد السعودي قد افترض أن استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ستشل الحكومة وتسبب الفوضى السياسية.
ويتوقع التقرير أن يكون حقل الألغام المقبل لولي العهد السعودي هو ما يسمى بعملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. لكن يبدو أن ابن سلمان لديه طريق طويل قبل أن يملي السياسة السعودية على الشرق الأوسط.