رأت مجلة “نيويورك تايمز”، ان الدور الفرنسي في السياسة الخارجية يتقدم على حساب تراجع الدور الأميركي، بعد سلسلة القرارات الأخيرة للرئيس دونالد ترامب فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط.
تقرير: بتول عبدون
يبدو أن فرنسا تسير في ركب التقدم الدبلوماسي على حساب السياسة الأميركية، فالأخيرة تتخذ مواقف حادة ومتحيزة في العديد من الملفات.
صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، أكدت إن قرار ترامب الأسبوع الماضي بالإعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، وتغريداته المعادية للمسلمين، وقراره بتخفيض عدد موظفي وزارة الخارجية، أدت إلى تراجع الدبلوماسية الأميركية.
الصحيفة اعتبرت إن هذا التراجع أتاح فرصةً ذهبية لمن يريدون الظهور على الساحة الدولية، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خصوصاً بعدما أصبحت كلٌ من بريطانيا وألمانيا مشغولتَين بسياساتهما الداخلية، بحسب الصحيفة.
وعقب قرار ترامب لعب ماكرون بشكلٍ شخصي دور التوازن في لبنان بعد استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري من الرياض ووضع خطةً لوقف تدفُّق اللاجئين من جنوب الصحراء الكبرى، والآن يضع ماكرون فرنسا في موضعٍ يسمح لها بتشكيل سياسة ما بعد الحرب في سوريا.
في المقابل، بدت الولايات المتحدة مُتردِّدةً حيال التدخُّل في صنع السياسات في كل تفاصيل الوضع السوري، تاركةً المساحة لروسيا لتلعب الدور الأكبر، بحسب “نيويورك تايمز”.
الصحيفة الأميركية اعتبرت أن ماكرون، الذي صعد إلى رئاسة فرنسا ولا يملك سوى القليل من العلاقات في الشرق الأوسط، عيَّن فريقاً يعرف المنطقة جيداً؛ فوزير خارجيته جان إيف لودريان، الذي كان يشغل سابقاً منصب وزير الدفاع، لديه العديد من الصلات الوثيقة بالجيوش العربية ومن بين كبار المسؤولين الآخرين في وزارة الخارجية الفرنسية سفير سابق في لبنان، عمل أيضاً في السعودية وإيران، فضلاً عن حشدٍ من الدبلوماسيين ذوي الباع الطويل من العمل في الشرق الأوسط.
في المقابل يرى دبلوماسيون أن فرنسا لن تستطيع أن تحل محل الولايات المتحدة؛ والبعض الاخر يعتبر ان الفرنسيين لا يعملون لحسابهم الخاص أو يرسمون مساراً بعيداً عن الولايات المتحدة في الشرق الأوسط؛ فهم غالباً ما يحصلون على دعم أميركي مُستتر؛ هم الوجه المرئي للدبلوماسية.