أفراد من "الروهينغا" ينتظرون الدخول إلى مخيم في بنغلادش

“أطباء بلا حدود”: آلاف القتلى من الروهينغا في شهر واحد

سويسرا / نبأ – أعلنت منظمة “أطباء بلا حدود” عن مقتل الآلاف من آفراد أقلية “الروهينغا” المسلمة في ميانمار، استنادا إلى استطلاعات رأي أجرتها المنظمة مع اللاجئين من “الروهينغا” النازحين والفارين إلى البلد المجاور بنغلادش.

وأضافت المنظمة، في تقرير، أن عدد “الروهينغا” النازحين والهاربين من نظام ميانمار التعسفي إلى بنغلايش، يفوق 647 ألف لاجئ، وأكدت أن ما لا يقل عن 9000 من “الروهينغا” توفي في ميانمار، المعروفة أيضاً باسم بورما، وذلك في الفترة بين بين 25 أغسطس / آب و24 سبتمبر / أيلول 2017.

وقالت المنظمة: “في أكثر التقديرات تحفظا، فإنه ما لا يقل عن 6700 حالة من هذه الوفيات نتجت عن العنف، من بينهم 730 طفلا دون سن الخامسة على الأقل”.

وقال موقع “يورو نيوز” الإلكتروني إن يشير الرقم الذي ذكرته “أطباء بلا حدود” يشير إلى أن العملية التي قام بها الجيش في ميانمار “كانت وحشية بما فيه الكفاية لإمكانية طرحها أو رفعها كقضية جريمة ضد الإنسانية إلى المحكمة الجنائية الدولية”.

وبرغم كل هذه المعطيات والحقائق، يصر الجيش في ميانمار على إنكار هذه الحقائق المتمثلة في قتل المدنيين، وحرق قراهم، واغتصاب النساء والفتيات، وسرقة ممتلكاتهم، ونفى اي مخالفات إلى يومنا هذا، مصراً على نسب أعمال العنف إلى “الارهابيين”.

ووفقا للمنظمة، فإن نسبة 69 في المئة من الوفيات المتصلة بالعنف ناجمة عن طلقات نارية، 9 في المئة منهم بسبب حرقهم حتى الموت في منازلهم، و5 في المئة تعرضوا للضرب حتى الموت.

ومن بين الأطفال القتلى الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، تقول “أطباء بلا حدود” إن أكثر من 59 في المئة منهم أصيبوا بالرصاص، و15 في المئة أحرقوا حتى الموت، و7 في المئة تعرضوا للضرب حتى الموت، و2 في المئة قتلوا بسبب انفجار لغم أرضي.

وقال سيدني وونغ، المدير الطبي لـ”أطباء بلا حدود: “من المرجح أن تكون أعداد الوفيات أقل بكثير من التقديرات، لأننا لم نقم بمسح جميع مستوطنات اللاجئين في بنغلادش، ولأن الدراسات الاستقصائية لا تمثل الأسر التي لم تخرج من ميانمار”.

وفي نوفمبر / تشرين الثاني 2017، وقعت بنغلاديش اتفاقية مع ميانمار لإعادة مئات الالاف من اللاجئين، لكن “أطباء بلا حدود” ترى أن الاتفاق “سابق لأوانه”، مشيرة إلى أن عدد الأشخاص الفارين من ميانمار إلى بنغلادش لا يزال مستمرا الى اليوم، وأن التقارير التي وصلت إلى المنظمة في الأسابيع الأخيرة تنبئ باستمرار عمليات العنف في ميانمار.

وعلى خلفية ما يحدث في ميانمار، فإن الإعلام العالمي يحاول تغطية هذه الجريمة لنشر الحقيقة وفضح ما يجري هناك، ولكن حكومة ميانمار تحاول إخفاء ذلك وإنكاره، إذ أعلن المتحدث باسم الحكومة زاو هتاي أنه تم اعتقال صحفيان من “رويترز” مساء الثلاثاء 12 ديسمبر / كانون الأول، هما وا لون وكياو سوي أو في يانغون أكبر مدن ميانمار.

وتحرم الأقلية المسلمة في معظمها من المواطَنَة في ميانمار، حيث ينظر إليهم على أنهم “مهاجرون” من بنغلادش. وترفض حكومة ميانمار استعمال مصطلح “الروهينغا” لتسميتهم وتدعوهم “المسلمين البنغاليين”.