تقرير محمد البدري
تكشَّفت تفاصيل جديدة عن اللقاء الذي جمع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، وولي العهد، محمد بن سلمان.
فقد ذكر غوفري أرونسون، الباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، في مقالٍ له في موقع “ذا أميركان كونسيرفاتيف” الإلكتروني أنه تم استدعاء عباس إلى الرياض في 6 نوفمبر / تشرين الثاني 2017، من قبل إبن سلمان، أي قبل شهرٍ من الإعلان الاميركي حول القدس، وذلك ضمن الجهود التي يبذلها الأخير من أجل إقامة مشروع مشترك بين الدول العربية والولايات المتحدة ضد إيران وحلفائها.
وفي إطار اللقاء، وفق ما يذكر أرونسون، أعلن إبن سلمان عن عرض يجعل من مبادرة “السلام العربية” في حكم الملغاة، عبر إنشاء دولة فلسطينية في قطاع غزة، تتضمن عمليات نقل لأراض مصرية غير محددة في شبه جزيرة سيناء إلى الدولة الجديدة. وعندما سأل عباس عن مكان الضفة الغربية والقدس الشرقية في هذا المخطط، رد إبن سلمان قائلاً: يمكننا الاستمرار في التفاوض حول هذا الموضوع، إذ اعتبر إبن سلمان أن القدس والمستوطنات والمناطق باء وجيم من الضفة، ستكون مسائل للتفاوض، ولكن بين “دولتين”، عارضاً على عباس مبلغ 10 مليارات دولار على الزعيم الفلسطيني.
وأكد مصدر فلسطيني لأرونسون أن إبن سلمان كتب خطاباً إلى رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، يحدد فيه التعهد السعودي غير المسبوق بالمشاركة مع مصر وإسرائيل والولايات المتحدة في دعم الشروط الأمنية لمعاهدة السلام التاريخية بين إسرائيل ومصر.
يعتبر أرونسون هذا القرار والرسالة كدليل عملي على أن السعودية “مستعدة فعلاً للتعامل مع إسرائيل من دون أي شرط يتطلب إقامة دولة فلسطينية في غزة أو القدس أو في أي مكان”.
قبل أيام من اجتماع إبن سلمان بعباس، كان المبعوثان الأميركيان غاريد كوشنر وجيسون غرينبلات قد سافرا إلى الرياض ودخلا في مداولات مع ولي العهد السعودي حول موضوع القدس وتسوية القضية الفلسطينية. ويشير مراقبون إلى أن فكرة دولة فلسطينية في غزة وجزءاً من سيناء هي فكرة كوشنير الذي عرضها على إبن سلمان، إذ يتطابق التفاهم الأميركي السعودي هذا مع تخلي الأخيرة عن مبادرتها الخاصة لـ”السلام”.