تقرير محمد البدري
بينما تتواصل المحادثات في “جنيف” بين وفدي الحكومة السورية والمعارضة، والمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، يواصل الجيش السوري عملياته في ريف حماة الشمالي الشرقي ضد “هيئة تحرير الشام” وعددٍ من الفصائل المسلحة المتحالفة معها، في وقتٍ مني فيه تنظيم “داعش” بانتكاسة عسكرية أخرى في سجل هزائمه الأخيرة، بعد فشل هجومه على الأحياء الجنوبية من العاصمة دمشق.
انطلاقاً من مناطق سيطرتهم داخل مخيم اليرموك، تقدم مسلحو “داعش” إلى داخل حي التضامن في العاصمة دمشق، مسيطراً في الساعات الأولى لهجومه على بعض الأبنية السكنية، قبل أن يستقدم الجيش السورية تعزيزاته العسكرية في اتجاه خطوط المواجهة بين التضامن والمخيم، وهو ما مكنه من تنفيذ هجومٍ معاكس، انسحب على إثره المسلحون من الأبنية التي سبق وسيطروا عليها.
وترافقَ فشل “داعش” في هجومه على أحياء دمشق مع هجماتٍ له بين مدينتي الميادين والبوكمال، في محاولة يائسة من قبل فلوله لقطع الطريق واستعادة السيطرة على عدد من المناطق السكنية على ضفة الفرات الجنوبية.
وفي ريف حماة الشمالي، تابع الجيش السوري عملياته العسكرية، مسيطراً بشكل كامل على قرية الظافرية وتلة البرميل المحاذية لريف إدلب الجنوبي الشرقي. وكان الجيش وحلفاؤه قد تابعوا عملياتهم في ريف حلب الجنوبي الشرقي وسيطروا على تلة سيرياتيل وقرية رسم الكبارة جنوب غرب بلدة خناصر بعد مواجهات مع “جبهة النصرة” والفصائل المرتبطة بها.
تصب التطورات الميدانية الحالية في مصلحة الجيش السوري، لا سيما على جبهة ريفي إدلب وحلب، وتشكل عاملاً عسكرياً ضاغطاً على “المعارضة السورية”، حيث أن الأخيرة بدأت تدفع ثمن مواقفها ذات اللهجة العالية، في وقتٍ يتحرك فيه الميدان على خلافِ مواقفها. وطالب دي ميستورا المعارضة بأن تكون “واقعية”، معتبراً أنها فقدت الدعم الدولي، وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” للأنباء عن مصادر مواكبة التي نقلت عن المبعوث الدولي قوله إن المعارضة “تحلل القرارات الدولية وبيانات جنيف بشكل خاطئ”، و”تدلي بتصريحات ترفع من سقفها من دون أساس واقعي”.