تسبب استخدام الولايات المتحدة للفيتو في مجلس الأمن الدولي، لإحباط مشروع قرار يدين قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، بموجة تنديد عربي ودولي.
تقرير: ابراهيم العربي
فيتو جديد تستخدمه الولايات المتحدة الأميركية للمرة الـ43 لخدمة إسرائيل في مشهد دولي يتكرر منذ أكثر من 68 عاماً، وإن تغيّرت الأسماء والمؤسسات.
القوة العظمى قررت أن تكون وحيدة، مقابل 14 صوتاً مؤيداً لمشروع القرار المصري عن القدس، من دون أي صوت ممتنع. حتى كل من بريطانيا وفرنسا، أيّدتا مشروع القرار الذي لم يمرّ. عزلة واشنطن لم يفكها سوى الشكر الجزيل الذي وجهه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
مندوبة واشنطن، نيكي هالي، التي سارعت إلى التعقيب فور انتهاء التصويت، قالت إن الولايات المتحدة استخدمت الفيتو دفاعاً عن دورها في الشرق الأوسط وفي عملية السلام، رافضة الاتهامات بعرقلة بلادها التسوية، بل إن مشروع القرار المصري هو الذي يعيق السلام، بحسب هالي.
ولقي الموقف الاميركي تنديدا واسعاً، واعتبرته وزارة الخارجية الإيرانية إنه يأتي استمرارا للسياسات الأمريكية العنصرية.
من جهتها، أسفت وزارة الخارجية التركية لاستخدام الولايات المتحدة حق النقض ضد مشروع القرار، وإعتبرت وقوف الولايات المتحدة وحيدة في هذا التصويت هو علامة واضحة على عدم مشروعية قرارها بشأن القدس.
كذلك، شدد وزير خارجية قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، على رفض بلاده القرارات الأخيرة للرئيس الأمريكي، معتبرا أنها تقوض عملية التسوية في منطقة الشرق الأوسط.
بدوره أسف لبنان لاستعمال الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض لإسقاط مشروع القرار، وأملت وزارة الخارجية اللبنانية في بيان ببروز وسطاء جدد فاعلين ويتمتعون بالنزاهة، يمكنهم قيادة السلام العادل والشامل، حتى لا تسقط المنطقة في الحروب حسب تعبير البيان.
وفي فلسطين المحتلة، طالبت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” السلطة الفلسطينية والرئيس عباس بانتهاز هذه الفرصة للتخلص من اتفاقيات أوسلو المشؤومة، واعتبار المفاوضات جزءًا من الماضي، والالتفات نحو ترتيب البيت الفلسطيني وإنجاز الوحدة والمصالحة.