فيما يحرص ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على تقديم نفسه من بوابة الإصلاح، تؤكد منظمات حقوقية أن الرياض في العهد الجديد لا يهمها “حقوق الإنسان”، وهي عازمة على سحق المعارضة وتفجير الانتهاكات داخل الحدود وخارجها.
تقرير: سناء ابراهيم
يوماً بعد يوم، تتراكم الانتقادات الموجهة لولي عهد السعودية محمد بن سلمان، الذي يحاول إدخال تفاصيل جديدة على بلاده من بوابة التطور والحداثة، إلا أن ممارساته وانتهاكاته لحقوق الانسان تكشف عن سيره على خطى أسلافه، خاصة فيما يتعلق بمحاولات سحق المعارضة، وارتكاب جرائم ضد الإنسانية خاصة فيما يتعلق بحربه على اليمن.
الأمين العام لمنظمة العفو الدولية سليل شيتي، رأى أن محمد بن سلمان، يحاول إلباس السعودية ثوب الإمبراطورية الجديدة التي تتكون بعهده، منتقدًا ازدواجيته في محاولات وصوله نحو العرش في الحديث عن “التغيير” من جهة، وتشديد قبضة القمع على الساحة الداخلية من جهة أخرى.
“محمد بن سلمان في مهمّة. وريث العهد السعودي لديه خطط كبيرة لمملكته المستقبلية: تعهّد بتقويض أكثر من نصف قرن من المحافظة المتشددة، مقدمًا رؤية جديدة جريئة، حيث للشرطة الدينية سلطة أقل، وللنساء حرية أكبر”، بهذه الكلمات خط المسؤول الحقوقي مقالته في مجلة “نيوزويك” الأميركية، مشيرا الى أن ما ذكره لا يعتبر كافياً ليكون مؤشّرًا على تحوّلات مقبلة في السعودية.
قلّصت السلطات السعودية بشدة من الحق في حرية التعبير، كما أنها، وبشكل منتظم، تضايق وتعتقل وتحاكم أي شخص يتجرأ على تقديم رأي مخالف. تلك السلطات التي لا تفكر مرتين قبل الحكم على مراهقين بالإعدام بسبب المشاركة في الاحتجاجات المناهضة للحكومة، بينما التمييز الراسخ والمنهجي يظلّ واقعًا يوميًا للنساء والفتيات، ويضيف شيتي المشهد ينطبق على الشيعة في البلاد، الذين يعاملون أساسًا معاملة مواطنين من الدرجة الثانية.
وعلى الرغم من الصورة القاتمة داخلياً، يسعى ابن سلمان إلى رسم صورته أمام العالم على أنه “قوة دافعة للتغيير”، ولكن على المجتمع الدولي أن لا يقع في فخ الوفاء بالوعود التي قد تتحقق أو لا تتحقق، في حين يتجاهل بسهولة الواقع القائم على الأرض، وفق قول شيتي.
الرياض لا تبدو أنها حاضرة لتحسين وضع حقوق الإنسان، يؤكد شيتي، مستندا الى تزايد حملات الاعتقال، التي لم تستثن أيًّا من فئات المجتمع تقريبًا، وطاولت صحافيين ونشطاء ونقادًا وكتابًا وشعراء وعلماء دين وأشخاصًا عاديين وأمراء، وهذا ما يؤكد أنه ليس ثمّة “سبب كافٍ للاعتقاد بأن تصريحات ابن سلمان ليست أكثر من مجرد ممارسة للعلاقات العامة”، ولا يعدو أنه تماماً كأسلافه، عازمًا على سحق حركة حقوق الإنسان”.