كشف تقرير لموقع “ميدل ايست آي” البريطاني، عن شراء حكومات الخليج ذمم المسؤولين البريطانيين بالمال والهدايا الفاخرة، لضمان حصولهم على تأييدها ودعمها لسياساتهم.
تقرير: سناء ابراهيم
ليس غريباً ولا مستغرباً وقوف بعض الدول الغربية إلى جانب دول عربية في الدفاع عن انتهاكات الأخيرة لحقوق الإنسان. المال مقابل الموقف الداعم، هو ما كشفته تقارير إعلامية حول حجم الهدايا التي اشترت بها حكومات عربية ذمم مسؤولين بريطانيين، وصلت قيمتها الى ملايين الدولارات.
موقع The Middle East Eye البريطاني، كشف عن استمرار ملوك وأمراء الخليج في إغراق وزراء خارجية بريطانيا بهدايا باذخة.
وبحسب بيانات حكومية بريطانية، فقد قدم وزير الخارجية العُمانية، يوسف بن علوي، لنظيره البريطاني بوريس جونسون، في يوليو الماضي، 6 علب من الكافيار القزويني، يبلغ ثمنها معاً أكثر من ألف دولار، وفي الشهر نفسه، أهدى وزير الخارجية الكويتي وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، أليستر بيرت، ساعة رولكس يُقدَّر ثمنها بـ8 آلاف دولار تقريباً.
وضمن سلسلة الهدايا المقدمة من مسؤولي الخليج الى وزراء بريطانيين، سلال كريسماس فاخرة، وسجاجيد، وحقيبةً ثمنها 2600 دولار أهدتها الإمارات لوزير الدفاع توبياس إلوود. كذلك تُعد حكومة السعودية واحدةً من الحكومات التي تمنح وزراء بريطانيا هدايا بصورةٍ منتظمة، ووصلت هذه الهدايا إلى عشرين سلة كريسماس فاخرة لوزراء حزب المحافظين منذ 2010.
ومنذ انتخابها رئيسة للوزراء، تلقَّت تيريزا ماي نفسها عدة هدايا من السعوديين، من بينها حلية، وساعة، ووسام. ومن المُحتَمَل أن يكون الوسام على علاقة بتقليد ماي وسام الملك عبدالعزيز آل سعود، بحسب الموقع.
ويثير تلقي الحكومات الغربية هدايا من دول خليجية لها تاريخ في انتهاك حقوق الإنسان، قلق الحقوقيون والنشطاء. يقول أندرو سميث، المنسق الإعلامي لحملة مناهضة تجارة الأسلحة: “سواء كانت الهدية كافياراً أو ساعات ثمينة أو سلالاً فاخرة، تظل الرسالة واحدة، فتلك الهدايا لا تُقدَّم من باب الكرم، بل لشراء أصدقاء وزيادة نفوذ”، مشيرا الى أنه إذا “كانت الأنظمة القمعية والديكتاتوريات المتوحشة تمنح الهدايا لنواب البرلمان، فعلى أولئك السياسيين أن يُفكِّروا في الرسالة التي يدلون بها، وأن يتوقَّفوا عن تقديمهم لهذا الدعم السياسي الوثيق لمن ينتهكون حقوق الإنسان”.
بدوره، اعتبر سيد أحمد الوداعي، مدير معهد البحرين للحقوق والديمقراطية ان هذه الهدايا الفاخرة ليست سوى حيلةً مكشوفةً للتأثير على سياسة بريطانيا الخارجية حتى تقف في صف أنظمة الخليج بدلاً من شعوبه”.