خلافات مخفية بين السعودية والإمارات تشكل تهديداً لتحالف طويل الأمد، ما يستبعد إستمرار هذا التحالف خارج منظومة مجلس التعاون الخليجي.
تقرير: ابراهيم العربي
على الرغم من التحالف الثنائي بين وليي عهد السعودية والإمارات، فإن خلافات حادة بين البلدين حول السياسات المتبعة تجاه ملفات المنطقة والتي أوصلت سمعة الدولتين الى مستويات متدنية للغاية بحسب الخبراء، لا تزال تحيط بمصير هذا التحالف.
الباحث في العلاقات الدولية بجامعة أكسفورد البريطانية، صامويل راماني، تناول في تقرير له حقيقة التحالف بين البلدين، مشيرا الى حقيقة الموقف الإماراتي من الأزمة التي تعصف بالمنطقة عموما وتهدد الأمن القومي للإمارات التي باتت رؤوس الأموال تهرب منها خشية المستقبل المجهول الذي يحيط بالمنطقة والخليج.
وتتركز الخلافات بشكل واضح في رؤى البلدين بشأن النظام الإقليمي للشرق الأوسط، فرؤية السعودية تتسم بأبعاد مذهبية وهو ما يرفضه محمد بن زايد وابلغ المملكة به في أكثر من لقاء، حيث ترى الرياض أن إيران هي التهديد الرئيسي للإستقرار الإقليمي، أما الإمارات فترفض النهج المتشدد للسعودية.
ويؤكد الباحث في العلاقات الدولية، أن قيادة بن زايد، دعمت بحزم القوى العلمانية في الشرق الأوسط، واعتبرت الجماعات الإسلامية السنية أكثر تهديداً للاستقرار الإقليمي من إيران.
أما فيما يخص الملف السوري، فإن وجود تعاون بين أبو ظبي ودمشق أثار حفيظة الرياض، واعتبرته الأخيرة انحيازاً اماراتياً للمحور الإيراني، ما برز من خلال التناقض بين الأهداف السعودية والإماراتية في سوريا فقد تبنت الدولتان مواقف مختلفة حول ما ينبغي أن تبدو عليه التسوية السلمية السورية.
خلافات، امتدت الى الملف اليمني، اذ يشير راماني الى رفض الإمارات دعم تيار الإخوان وتفضيلها جناح الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وما كشفه راماني حول توصيف العلاقة مع إيران من قبل محمد بن زايد، أمر يثير الاهتمام وهو تصريح قد يحول مسار التعاون بين الإمارات السعودية الى إتجاه آخر.
وحول الأزمة الخليجية، إعتبر راماني، أنه رغم ما تشير العلاقات بين الإمارات والسعودية إلى درجة تقدمها، منذ قيام البلدين بمقاطعة قطر والإعلان عن تحالف جديد بينهما، إلا أن تحالف البلدين قائم على المصلحة ويفتقر إلى أسس أيديولوجية راسخة، معتبرا أنه ليس مرجحاً أن يحلّ هذا التحالف محلّ مجلس التعاون الخليجي بشكل دائم، وذلك نظرا للديناميات الجيوسياسية القائمة في الخليج.